مانع اليامي

لا يرون شيئا غير أقدامهم

السبت - 03 يونيو 2017

Sat - 03 Jun 2017

المتفق عليه أن الحياة دروس وعبر، ومن الصحيح أنها لا تخلو من المواقف المحزنة أو المحبطة، لكل تقديراته والأكيد أن فيها الكثير من المواقف الجميلة الباعثة على التفاؤل. كثيرة هي المواقف التي تعترض مسارات الحياة وتنتهي بعد فحصها بروية والتعامل معها بعقلانية إلى مواقف جميلة.



بفضل توسيع مدى الرؤية تتحرر النفس البشرية من التعقيدات وتنتشر المشاعر الطيبة بين البشر، وقتها تزداد الحياة جمالا، الخلاصة أن بقاء الحياة على قيد الجمال مشروط بحسن التعامل معها استنادا على فهمها بصدق إذا جاز القول من باب الاختصار.



وللتحرش بالعنوان أقول لا شيء يضيق صدر الحياة بل لا شيء يرغمها على المراوحة وعلى ظهرها كل إمكانات الفرح، غير وجود الناس الذين لا يرون شيئا غير أقدامهم أيضا لا شيء عندي يجبرها على الدوران للخلف بما فيها من التفاصيل المحرضة على التقدم وتنمية الكرامة الإنسانية، المحفزة للتعايش والتسامح غير تلك الفئة.



على مستوى التعاملات المجتمعية ثمة من يتخلفون عن المواقف الجميلة ويقدمون أنفسهم دون بصيرة للمواقف المحرجة التي لا يجنون منها غير النزول إلى القاع المصبوغة جدرانها بالألوان الغبية، كل ذلك نتيجة الإدمان على النظر إلى الأقدام على حساب رحابة المدى، هؤلاء في غالب الأحايين يخذلون من حولهم.



على المستوى المهني في كل صوره وأشكاله، يبقى أتباع مذهب حصر النظر في الأقدام هم طاعون العصر، هم في رأيي من يقف خلف الاختناقات الإدارية متى ظهرت، وهم من يصنع التعقيدات الإجرائية في طريق احتياجات الناس ومطالبهم وحتى طموحاتهم وهنا تتكاثر مسببات التراجع الرسمي وتدور مولدات التذمر الشعبي، ليس هذا فحسب بل من لا يرون شيئا غير أقدامهم سيقاومون التغيير وسيرفعون الحواجز في وجه السعادة. وبلا تغيير لا ازدهار، ودون سعادة لا سكينة.



ختاما، هؤلاء الذين «لا يرون شيئا غير أقدامهم» قد يعيشون واقعا سيئا على المستوى المجتمعي، الحديث يطول وعين الراصد لن تخطئ كثرة الشواهد، لكنهم على المستوى المهني وهذا هو «الأهم» قد يرسمون للجميع واقعا سيئا يصعب الخروج منه.. وبكم يتجدد اللقاء.

[email protected]