قوة يا أرض الحرم

الجمعة - 02 يونيو 2017

Fri - 02 Jun 2017

«سيفين والنخلة كرم».. أغنية زاد عمرها الأدبي والفني عن 20 سنة مضت من العمر، وكنت أستمع لها بنشوة الصبي الذي ليس له علاقة بالسياسة والانتماء إلى الوطن إلا في طابور المدرسة قبل التمرين الصباحي المزمن الذي لا أعتقد بجدواه بين الطلاب منذ أن تم اختراعه في المدارس السعودية، ناهيك عن المدارس العربية أيضا، فالطابور الصباحي في اعتقادي لا يزيد الطالب إلا كسلا وإرهاقا قبل دخوله الفصل. أغنية مملكتنا الغالية للمطرب علي عبدالكريم تم تلحينها على اللون الخبيتي حسب معرفتي الضئيلة بالموروث الشعبي الفني السعودي، وكلماتها للشاعر المتواضع يرحمه الله يوسف رجب، الذي صال وجال في ميدان الأغنية العاطفية والوطنية وانتهى به الأمر إلى دار رعاية المسنين، وبرغم عمق كلماتها الأدبية وجمال معانيها وأبعاد صورها الشعرية إلا أنها كغيرها من القصائد الوطنية المغناة ذهبت أدراج الرياح ووئدت تماما.

يا وطن ذرة ترابك

يا وطن تجلي النظر

يا وطن ناظر شبابك

وصلوا بالعلم القمر

في هذه الأيام ونحن نحتفل بوجود التآلف العالمي الإسلامي الأمريكي تحت شعار العزم يجمعنا لدحض الإرهاب الذي ساد ويسود أجزاء معينة من الكرة الأرضية، ونحن نرى الإدارة الأمريكية في قرار جريء ومدروس تجعل المملكة العربية السعودية أولى اهتماماتها الآن، وهي رسالة لها أوجه إيجابية عديدة لتعطي المملكة حجمها الطبيعي على مستوى الخليج والعالم العربي والإسلامي وفي قارة آسيا، والعالم، وتؤكد دورها الفاعل والقائد والمتمسك بثوابت السلام مع كل العالم، وأنها قوة اقتصادية وعسكرية، ودولة ذات سيادة عربية وإسلامية تتهاوى أمامها فصائل وشراذم الشر.

حبنا والحب فينا

شيء إلهي انكتب

ومن تعدى يوم علينا

حبنا يصبح غضب

شاهدت اجتماع العزم يجمعنا، وكنت أراقب طريقة جلوس الرئيس الأمريكي وهو يميل بجسده إلى الأمام أثناء تبادل المسؤولين والوزراء عقود الاتفاقيات المبرمة، ولعلي أستطيع قراءة أفكار هذا الرجل، وما الذي دفع به إلى اتخاذ قرار زيارة المملكة قبل أي دولة أخرى، فخلصت إلى أن الرجل يفكر بعقلية التاجر أكثر من عقلية السياسي، لأن المنطق يقول، وحسبما أرى، أن كل تاجر سياسي، وليس كل سياسي تاجرا، هو في جلسته المتقدمة إلى الأمام مع تشبيك أصابع يديه يفكر في أكثر من أمر في وقت واحد، وينظر إلى أهمية المملكة ودورها القيادي إسلاميا من الناحية الربحية، فلن تنفعه إيران وأشباه إيران بعد الانتهاء من مهامه كرئيس للبيت الأبيض. وعقد صداقة مع المملكة ومسؤوليها صفقة تجارية مربحة له شخصيا قبل أن تكون مربحة للولايات المتحدة الأمريكية كدولة، وكأني به يريد أن يضع ثقله التجاري والاقتصادي والسياسي والعسكري في خدمة المملكة العربية السعودية، شاء من شاء وأبى من أبى، بعد أن عرف ومن معه في إدارته أن المملكة قادرة وبدهائها السياسي فقط دون العسكري أن تقلب الموازين لصالحها متى أرادت ذلك بعد إرادة الله سبحانه وتعالى.

عشت يا دار العرب

دين ما يفرقك نسب

والله يرحمك يا يوسف رجب.

الأكثر قراءة

جميلة عادل فته

رجال الأمن.. رجال