عبدالحليم البراك

اعزم.. وتاجر في رمضان!

يمين الماء
يمين الماء

الجمعة - 02 يونيو 2017

Fri - 02 Jun 2017

إن عزمت وتوكلت على الله على التجارة؛ فعليك أن تختبر نفسك في رمضان، فإن استطعت أن تكسب قلوب الناس الذين يحبون الخير في رمضان، لتفوز بما في جيوبهم، فاستغل هذه الثغرة لتكسب منها، إذن أنت تاجر بالفطرة، وليس هذا فقط، بل يمكنك أن تكون داعما لوجستيا في رمضان فتكسب أيضا.



كنا سابقا يلفت انتباهنا أن هناك من يتاجر في المواد الغذائية في رمضان، وكنا نزعم أن رمضان لنتذكر الفقراء فصرنا الآن نرى الأغنياء في موائدهم الرمضانية في سناب شات وهم يستعرضون النعمة، والفقراء هم من يتفرجون على تلك السنابات التي تؤذي ولا تذكر أحدا بالجوع والعطش في رمضان، بل ويدفعون للأغنياء قيمة تلك الوجبات من خلال المتابعات والإعلانات!



الآن صارت تجارة رمضان أكثر إثارة، ابتداء من مستوى الدعوة إلى الله، نجوم الدعوة إلى الله في رمضان كشفت أرصدتهم فصارت ما بين 193مليون ريال قطري، إلى دخل مقداره مليون دولار سنويا وليس دينارا كويتيا، آخر دخل سُجّل للداعية الداعي للزهد وهو لم يزهد بدخل سنوي بلغ أكثر من خمسمئة ألف دولار سنويا وليس ريالا سعوديا وآخر صار دخله مقابل بكائه العاطفي أكثر من 2.5 مليون دولار وليس جنيها مصريا وكلهم ظهروا على مجلة فوربس إن صدقت الأخبار!



تجارة رمضان في المولات أيضا، فاستغلال الأسعار ورفعها وصل لـ 30% ليعوضوا على حساب المستهلك باقي الأسعار طوال العام، وانتهاء بالقنوات الفضائية التي لا تظهر موادها الشيقة إلا في رمضان، برامج دعوية مثيرة في النهار، ومسلسلات لطيفة في الليل!



والخوف إن تسللت تجارة رمضان إلى المساجد، فتكون هناك مساجد خمسة نجوم نصلى فيها مقابل رسوم، أو أن يكون هناك من يقرأ عنك كتبا في رمضان مقابل مبلغ مادي، أو من يقضي لك عمرة في رمضان نيابة عنك في رمضان بسعر عال بعد الخصم!



إن الأفكار يمكن أن تتطور في تجارة رمضان، خاصة مع الإجازة والفراغ، أن يكون هناك من يبيع لك خشوعا في رمضان وسعادة وفرحا بعد رمضان، أو أن تتسلل تجارة رمضان إلى الفتوى، فترسل رسالة حتى تحصل فتوى مقابل مثل: هل «القطرة» تفطر في رمضان، أم «بلع الريق» يفسد الصوم، على أن تحدد اسم الشيخ الذي يزودك بالفتوى، فتأتيك الإجابة برسالة نصية تحتوي الفتوى والمرجع برقم الصفحة والكتاب مع الرابط ثم يتم خصم 30 ريالا من حسابك البنكي، مع دعوات الصالحين والصالحات كل هذا مقابل فتوى رمضانية أو تفسير حلم، فالأفكار لا تنتهي!



عموما، اعزم وتاجر في رمضان، فهناك مستهلك يريد أن يدفع أي شيء وكل شيء دون أن يفكر، وهناك تاجر يقتنص الفرصة، وهناك سوق رائجة، فالفرصة قائمة، أو عليك بالزهد والروحانية والهدوء!



@Halemalbaarrak