عبدالله المزهر

أقلقتني الطيران

سنابل موقوتة
سنابل موقوتة

الخميس - 01 يونيو 2017

Thu - 01 Jun 2017

تقول الأخبارـ وأنا لا أصدقها كثيرا ـ إن الخطوط السعودية تفكر في ابتعاث عدد من الطالبات السعوديات لدراسة الطيران، وهذا لا شك شيء عظيم وباعث على التفاؤل، ولعله يكون خطوة في الطريق الذي سيؤدي في نهاية المطاف إلى أن يصبح بإمكان هذه الفتاة أن تقود سيارتها إلى منزلها بعد أن تهبط بطائرتها في المطار.



ومع أن الشكوك قد ساورتني عند قراءة الخبر للمرة الأولى، فظننت أن الطيران الذي ستدرسه الفتيات المبتعثات هو جمع «طار»، والطار آلة موسيقية تسمى أيضا «الدف» وهو آلة عريقة تضفي جوا من البهجة من خلال الإيقاعات الجميلة التي تخلقها في القطع الموسيقية والأغنيات والقصائد والمقالات والبرامج التلفزيونية.



أما سبب الشكوك التي هبطت بتوقعاتي من الطيران إلى الدفوف، فهو أن الوظائف المتعلقة بالدفوف والطبول هي الوظائف الأكثر رواجا هذه الأيام، وقد كان توقيت الخبر محفزا أيضا جعل شكوكي تذهب في الاتجاه الخاطئ. وبالطبع فإني أعني بالتوقيت بداية الإجازة ومواسم الأفراح والليالي الملاح.



لكني تأكدت أن المقصود هو الطيران والتحليق في السماء، ولست ضد هذا بالطبع وأتمنى أن يطير النساء جميعهن، لكن الفكرة أنني لا أحب كثيرا التوظيف الاستعراضي لقضايا المرأة. ولدي حساسية مزمنة من الأخبار التي تفوح منها رائحة الاستعراض أكثر من كونها حلولا لمشكلات حقيقية.



وهذه الاستعراضات آفة كثير من الجهات الحكومية وغير الحكومية، هذه الآفة التي تجعل المسؤول أو الجهة يريد أن يصنع خبرا أكثر من رغبته في صنع إنجاز حقيقي.

وعلى أي حال ..



أتمنى التوفيق للنساء السعوديات، وأن يملأن السماء حتى تضيق عنهن، ثم يملأن ماء البحر سفينا. وإن لم يحدث هذا فإنه لا بد من العودة للمعنى الآخر لكلمة «الطيران»، فإن ذلك هو المستقبل حقا، مستقبل أبيض لا مخاطر فيه ولا صناديق سود، ولا كوارث جوية. ثم إن أهل الطار أكثر مالا وأعز نفرا من غيرهم في سائر المهن!



@agrni