سعد السبيعي

300 %؟!

نحو الهدف
نحو الهدف

الأربعاء - 31 مايو 2017

Wed - 31 May 2017

شهر رمضان شهر الصوم والعبادة وكذلك الاقتصاد والتوفير فيقول ربنا عز وجل «كلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين» الأعراف آية 31 ، فرمضان شهر ترشيد الإنفاق والتميز الاقتصادي، حيث إن معدل الوجبات الغذائية للصائم وجبتان يوميا، بخلاف الأيام العادية فهي ثلاث وجبات، فالأرجح أن ينخفض الاستهلاك والمصروفات إلى حدود الثلث.



لكن المتتبع لأحوال المواطنين يجد العجب العجاب، شهر الطاعات والروحانيات تحول إلى شهر المأكولات وما لذ وطاب، الإنفاق الاستهلاكي أصبح عادات سلبية دخيلة علينا في رمضان، حيث رصدت لها ميزانيات تثقل كاهل الأفراد والجماعات، النهار صوم وكسل، والليل كثير من الأكل والسهر، فبدل أن يفكر الصائم بالطاعات ينشغل بالطعام والشراب والتسوق العشوائي الذي يستنزف الجيوب ويجعلها عالة ومدينة للبنوك والأفراد.



وتنجرف الأسر السعودية خلف العروض، التي تقدمها المراكز التجارية على السلع الاستهلاكية في رمضان، وشراء كميات كبيرة منها تزيد عن الحاجة، خاصة مع غياب ثقافة ترشيد الاستهلاك والادخار لدى غالبية الأسر، خاصة في هذا الشهر الكريم، حيث إن الأسرة الواحدة تنفق خلال رمضان 3 أضعاف ما تنفقه في الأشهر الأخرى، إذ تتجه لشراء السلع الاستهلاكية بكميات كبيرة.



فالهدف من التخفيضات الكبيرة، التي تقدمها المراكز التجارية جذب المستهلكين لشراء منتجاتهم، وتصريف أكبر كمية من المواد المخزنة لديهم، وزيادة أرباحهم حتى ولو بهامش قليل عن الأشهر الأخرى، حيث إن 85% من المجتمع السعودي يفتقر لثقافة ترشيد الاستهلاك والادخار وينجرف خلف العروض والتخفيضات، التي تقدمها الشركات والمراكز التجارية خاصة في شهر رمضان.



تلك التخفيضات تساعد الشركات على التنافس بتقديم أفضل الخدمات بأقل الأسعار، وجذب المزيد من المستهلكين لشراء منتجاتهم، بالإضافة إلى تصريف الكميات الكبيرة من تلك السلع، وزيادة أرباح الشركات. كما أن زيادة إنفاق الأسر السعودية في شهر رمضان تسهم في زيادة أرباح الشركات بنسبة قد تصل إلى 20%، وذلك من خلال التخفيضات، التي تقدمها المراكز التجارية، وزيادة الطلب على تلك السلع، وبحسب التقارير الاقتصادية نجد أن نسبة إنفاق الأسر السعودية في رمضان تعادل 300% من ميزانية الأسرة خلال الأشهر الأخرى.



ختاما.. يجب أن نشير إلى أن المستهلك مسؤول عن تصرفاته ولا بد له من الترشيد في شراء السلع الرمضانية وعدم الانجراف وراء التخفيضات التي تقدمها المراكز التجارية، فأغلب المراكز تستغل شراهة المستهلك وتقدم عروضا رمضانية على منتجاتها، والبعض منها يقوم برفع الأسعار بشكل كبير، ومن ناحية أخرى يجب على الإعلام أن يزيد من برامجه التوعوية حول ضرورة ترشيد الشراء من العروض الرمضانية، حيث إن تلك العروض تستمر على مدار العام، ولكن تزيد بشهر رمضان المبارك، مما يحدث نوعا من التنافسية لدى تلك المحلات.



saadelsbeai@