عبدالله المزهر

أسبوع السوبيا

سنابل موقوتة
سنابل موقوتة

الثلاثاء - 30 مايو 2017

Tue - 30 May 2017

تسمية الأسابيع أو الأشهر أو السنوات بأسماء معينة من أجمل الأفكار التي اخترعها الإنسان؛ لأنها تسهل أرشفة الأوقات في الذاكرة مرفقة بأحداثها، فيقال ـ على سبيل المثال ـ سنة الضرائب، أو أسبوع الاختبارات، أو سنة الجوع، أو أشياء من هذا القبيل.



وقد توفر لهذا الأسبوع الكثير من الأسماء التي يمكن أن يتسمى بها، لكني أفضل تسميته بأسبوع السوبيا، أما الأحداث الأخرى التي تصلح كأسماء لهذا الأسبوع فربما يسمى بها العام أو الشهر، ولذلك فمن الأفضل تأجيل الحديث عنها حتى نفهمها ثم نوزعها كأسماء لما نشاء من أيام. ونسمي ذلك اليوم الذي سنفهم فيه «يوم الفهم» حتى نؤرخ لذلك الحدث العظيم.



في هذا الأسبوع تناقلت الصحف خبر توقيع إحدى الجامعات عقدا يتعلق بتوصيل «السوبيا» إلى طلابها ـ أعني طلاب السوبيا وليس طلاب الجامعة، وهذا أمر رائع بالفعل ودليل على أن الجامعة تلامس حاجات ورغبات المجتمع، والسوبيا مطلب اجتماعي واقتصادي وعلمي، لا يشكك في ذلك إلا خائن كاره لوطنه.

لكن الذي زاد الإثارة وعرقل حركة البحث العلمي في أسبوع السوبيا أن مقطعا انتشر لأحد الإخوة الفضلاء يقول فيه إن «السوبيا» هي مشروب كفار قريش، والحقيقة أن المقطع لم يكن طويلا بما يكفي لشرح ماذا كان يشرب كفار القبائل الأخرى، وماذا كان يأكل الكفار المجنسون القادمون من وراء البحار.



وهذه نقلة نوعية، لكنها متماهية مع ما يحيط بها، ولعلها تكون فاتحة لعهد جديد من التصنيفات، فالناس ربما سئموا من تكفير بعضهم بسبب الآراء الدينية والتخوين المتبادل بسبب الآراء السياسية، ولذلك انتقلوا إلى تصنيف المجتمع وتفسيق بعضه بعضا بناء على نوع المشروب الذي يتناولونه في رمضان. وأظن الأيام حبلى بتصنيفات جديدة وأكثر عصرية وإثارة.



وعلى أي حال..



لا أحب السوبيا، وأرجو ألا يغضب محبو البحث العلمي من توجهاتي التي لا تقدر المجهودات البحثية في السوبيا، كما أتمنى أيضا ألا يغضب مني كفار قريش لأني لا أحب مشروبهم المفضل.