عبدالله المزهر

صوموا

سنابل موقوتة
سنابل موقوتة

الاثنين - 29 مايو 2017

Mon - 29 May 2017

الحقيقة اللغوية هي أن الصيام يعني الامتناع والإمساك والركود، والحقيقة الدينية أن الصيام يعني الامتناع عن الأكل والشرب من ضمن عدة أمور ينبغي على الصائم تجنبها. أما الحقيقة الواقعية التي يلاحظها أغلب الصائمين فهي أن أوزانهم تزيد في آخر رمضان. وأن فكرتهم الرئيسية عن رمضان لم تخرج من إطار الأكل الكثير والمتنوع.



حتى في البرامج التلفزيونية والإذاعية حين يتحدثون عن عادات الشعوب في رمضان فإنهم يتحدثون في الغالب عن أهم «الأكلات» التي تشتهر بها هذه البلاد أو تلك، وماذا يطبخ هذا الشعب وكيف يأكل ذلك الشعب.



وأظن أن فكرة رمضان فكرة مختلفة تماما، وأن الأكل والطعام يجب أن يكونا آخر ما يهتم به الصائمون، وآخر ما يمكن أن يرهق الصائمات.



البعض يتعامل معي وكأني شخص غريب الأطوار أو مختل عقليا وأنا أحاول إقناعه أني آكل في رمضان نفس الأشياء التي آكلها في شعبان، وأنه لا يوج

ئد في قاموس أسرتي الصغيرة منذ سنوات شيء اسمه «مقاضي رمضان»، وأن هذا الأمر لم يكن سببا في حدوث مجاعة تنذر بالهلاك.



مع أن السفرة الرمضانية العملاقة تبدأ في التلاشي في أيام الشهر الأخيرة، لكن الناس يبدؤون رمضان الجديد دون اعتبار لما حدث في آخر رمضان القديم.

لكن الذي يهون الأمر أن عدم التعلم من أخطاء الماضي وعدم الاعتبار من قصص التاريخ أمر لا يخص عادات رمضان فقط، فنحن أمة تحب الاقتداء حتى بأخطاء أسلافها وأسلاف أسلافها.



وعلى أي حال ..



ليست عادات الأكل وحدها الغريبة في رمضان، يوجد أيضا فكرة ثابتة في رمضان، وهي فكرة «بلهاء» لكنها تدر الكثير من المال ولذا يروج لها بشدة، وأساس هذه الفكرة هي أن مكافأة الصائم هي مسؤولية القنوات الفضائية وهي من يجزي به، وأن من حقه أن يفعل ويشاهد كل شيء في المساء بحجة أنه لم يكن يأكل في النهار.

@agrni