سهام الطويري

بصمة أمل.. استرجاع ماضي الدعاية للأفغان

الاحد - 28 مايو 2017

Sun - 28 May 2017



اطلعت على برامج سمجة تبثها إحدى القنوات الفضائية بعد المغرب ومن ضمنها برنامج يتحدث عن الأمل، ويحاول أن يقدم رسالة سامية بقالب سمج خطير ربما لم يدركه القائمون عليه. استعرض هذا الأسبوع حلقة عن ضرورة الإحساس بمعاناة اللاجئين، ولا أعلم ما فائدتها للمشاهد الذي قضى نهاره صائما حتى تقدم له وجبة حزينة عن عذاب اللاجئين بعدما حمد الله وشكره على تمام صيامه وقيامه. حينما أشحذ همم وعواطف مواطن أمام التلفاز وأسعى بمادتي الإعلامية بشحنه بتيار التعاطف والحزن فما هو المطلوب؟ التبرع بالمال والذي لم تنته به المادة المعلنة إلى إعلان عن عناوين الجمعيات والمنظمات التابعة لليونيسكو للتبرع من خلالها، أم هل المطلوب ألا يتم تفريغ الأحزان المحتقنة من المواد الحزينة إلا بالسفر للاجئين وتخليصهم من عذاباتهم؟ ماذا يفعل المشاهد بالضبط؟!

في أوروبا تقوم منظمات اليونيسكو بأعمال جمع التبرعات والتعريف بمعاناة اللاجئين حول العالم، وبمعاناة الفقراء في أفريقيا وبمعاناة الجوعى في اليمن بأسلوب دعاية راق يضمن تحفيز الناس على التبرع من أجل رفع مستوى حياة أولئك الأشقياء من حول العالم.

بالعودة لسماجة طرح الفكرة في القناة، فهي لا تختلف كثيرا عما طرحه أسلاف تلك الدعاية الإعلامية أيام الثمانينات من شحذ همم المواطنين للتعاطف مع الأفغان أيام الثمانينات. الفارق أن ذلك الزمان كان محدودا إعلاميا على الجرائد والمجلات وبعض المواد الإعلانية في التلفزيون، السماجة عن حسن نية لا تساعد الشعوب. لا يمنع أن يبذل جهد مضاعف ضخم لتقديم الفكرة وفق ما تصبو إليه الأهداف. ولا يمنع من التعاون مع صناع الدعايات المتخصصة في التعريف بمعاناة الشعوب دون أن تمس وجدان المواطن الداخلي وتشعره بتأنيب الضمير الذي لا حول له ولا قوة فيما تؤول إليه تلك الأمم.

من حق المشاهد أن يسترخي بعد الإفطار في عالمنا الآمن وأن يستشعر نعمة هذا الأمان وهو مستمتع بكل ما حوله. الشحن تلو الشحن في القنوات العربية يدعوني للغثيان. كآبة لا تنتهي تتسلسل بلهيبها من الأخبار إلى المسلسلات إلى البرامج التي تريد أن تهدف لهدف نبيل ولكن بوصلتها ضائعة.

في الثمانينات لم تكن أطياف الشباب لتلتحق بالوقوف في صفوف الحروب المرهقة ضد السوفييت لولا دعايات التعاطف مع الأفغان والتعريف بأحزانهم ومعاناتهم من الحروب.

لا ينبغي أن يحظى المواطن الذي لا ينتمي إلى قطاعات الجيش والشرطة بأي دور في صناعة الحروب والمشاركة فيها، لأن لديه أدوارا مهمة داخل البلد عليه التركيز فيها، وحتى يركز فيها فإن له الحق أن يحظى بحقه حتى في المادة الإعلامية المقدمة له. كفانا أحزانا على سوريا واليمن وأفريقيا بهذه الصور المحبطة.

sehamaltwiri@