عبدالله المزهر

واتس اب الغفران

سنابل موقوتة
سنابل موقوتة

الاحد - 28 مايو 2017

Sun - 28 May 2017

أرسل لي أحد الأصدقاء يهنئني بدخول شهر رمضان المبارك، ويقول في رسالته العظيمة تلك إنه يسامح كل من أساء إليه ويعفو عنهم، ثم دعا لي بعض الدعوات التي أسعدتني كثيرا، وقد كدت أصدق هذا الصديق النصاب لولا أن هذه الرسالة تكرر وصولها تباعا من أشخاص مختلفين، بعضهم لا أعرفهم وبعضهم الآخر لا أعلم على وجه التحديد سبب وجود أسمائهم في قائمة الأسماء في هاتفي.



لكن الرسالة جميلة وأعجبتني الدعوة إلى التسامح مع أني في حقيقة الأمر لا نية لدي في التسامح مع أي مخلوق أساء إلي أو ينوي فعل ذلك مستقبلا.

وهذا ليس حقدا أو لأني قلبي «يحب» الكراهية والانتقام، ولكن الحقيقة أنني كنت أشغل الكثير من أوقاتي فيما مضى بأشياء كنت أعتقد فائدتها، ثم اتضح لي لاحقا أن ضررها أكثر من نفعها. كنت أقرأ كثيرا وأكتب قليلا، وهذه أمور فيها مضيعة للعمر والصحة دون طائل، ثم قررت لاحقا أن أقرأ قليلا وأكتب كثيرا، وأن أشغل ما يتوفر لدي من أوقات في كراهية بقية المخلوقات الأخرى والتفكير في الانتقام منهم، ومن أولئك بالطبع الذين أساؤوا إلي، أولئك الذين يطلب مني الأصدقاء الغرباء في رسائل الواتس اب أن أسامحهم وأبدأ صفحة جديدة بمناسبة رمضان.



وعلى أي حال ..



«أحيانا» قد نخاف من أشياء مع أنها جميلة وملامحها لا ثير الرعب، وقد يكون السبب أننا لا نخاف الأشياء لذاتها ولكن لأنها قد تكون الطريق إلى المكان الذي يرعبنا الوصول إليه.



لدي مثلا فوبيا من الأماكن المرتفعة، وهذا ليس لأني أكره الأماكن المرتفعة، فالأمر ليس شخصيا بيني وبينها، وكل ما في الأمر أني أكره السقوط، وهذا يعني أن خوفي الحقيقي هو من الأماكن المنخفضة، ولكن العلم يسمي حالتي فوبيا الأماكن المرتفعة، وهذه مشكلة العلم بالطبع وليست مشكلتكم ولا مشكلتي.