شهر الرحمة

السبت - 27 مايو 2017

Sat - 27 May 2017

قال تعالى «شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان، فمن شهد منكم الشهر فليصمه، ومن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر»، شهر ترتقبه النفوس كل عام، وتشتاق إليه منذ رحيله، شهر الرحمة والغفران، شهر الصلاة والقرآن، شهر الصيام والإيمان. تتجه كل قلوب المسلمين نحو قبلة الإيمان، يجتهدون في الطاعات.

هذا الشهر العظيم تصفد فيه شياطين الجن، ليكون الجو مهيأ إيمانيا ويبقى لشياطين الأنس وهواهم مجال لمجاهدة الأنفس باتقاء كل كسل وتقاعس عن القيام بالطاعة، وبالابتعاد عن الملهيات التي يصوغها أصحاب فتن شهر رمضان، وأن تدعو الله بكل ما تريد فللصائم دعوة لا ترد، فلا تبخل على نفسك من استجابة دعاء يتحقق فيه حلم كنت ترجوه لسنوات.

يقول الرسول عليه السلام «ثلاث دعوات لا ترد، دعوة الوالد لولده، ودعوة الصائم، ودعوة المسافر».

في رمضان مائدتا السحور والفطور قبل أن تكونا رمزا للأكل هما رمز للاجتماع الصادق على الطاعة، تجتمع كل العائلة على مائدتين تقيم بعدهما فريضة إيمانية.

إن لرمضان ثمارا ومعجزات دينية وصحية، هناك بعض الدراسات التي اكتشفت أن الجسم يحتاج للامتناع عن الطعام لفترة معينة، وقدرت هذه الفترة بـ 30 يوما وهي تماما كصيامنا لشهر رمضان، لذلك كان رمضان كمحطة تغيير لأنفسنا وتجديد لها، كمرحلة لانطلاقة جديدة بأعمال جديدة وأهداف أسمى وأرقى.

في رمضان ستجد الكثير من المغالطات، وكثيرا من الطاعات التي تؤدى فقط هكذا، واجعل لرمضان فيك أثرا يبقى بعد انتهائه ويستمر معك لعام قادم. رمضان فرصة للتغيير، رمضان راحة للنفوس، رمضان صحة ونشاط، رمضان علاج للغضب وليس العكس، رمضان بوابة كبيرة للجنة، رمضان دليلك لعمل الخير ولبذل الصدقات لمستحقيها، رمضان عنوان الفرحة الحقيقة لقوله عليه السلام «للصائم فرحتان يفرحهما، إذا أفطر فرح، وإذا لقي ربه فرح بصومه». فكن ممن استعدوا لهذا الشهر العظيم، وأعدوا له العدة العظيمة، لتنال الآجر بإذن الله راحة وثوابا جميلا.