من خطب الجمعة

السبت - 27 مايو 2017

Sat - 27 May 2017

u0645u0635u0644u0648u0646 u064au0633u062au0645u0639u0648u0646 u0644u062eu0637u0628u0629 u0627u0644u062cu0645u0639u0629 u0641u064a u0627u0644u062du0631u0645 u0627u0644u0645u0643u064a u0623u0645u0633   (u0623u0646u0633 u0627u0644u062du0627u0631u062bu064a)
مصلون يستمعون لخطبة الجمعة في الحرم المكي أمس (أنس الحارثي)
امتحان الأفئدة

«إن رحى الأيام تدور حثيثة بحرها وبردها وأفراحها وأتراحها، لا يمضي منها موسم إلا أتبعه موسم آخر بما أودع الله في العام من نفحات في ساعات مباركة وليال عظيمة وأيام فاضلة وأشهر حرم وشهر مبارك قد آذن الله بفتح أبوابه وفرد صحائفه فيلج الناس سوقه العامرة بالخيرات والبركات ليربح فيه من اغتنم ويخسر فيه من فرط، أظلكم شهر مبارك فلا تضيعوه، سيفد إليكم كالضيف فأحسنوا وفادته واستحضروا بقلوبكم هيبته وحرمته وعظمته، شهر رمضان موسم تمتحن فيه أفئدة المكلفين من حيث استحضارهم عظمة الشهر وحرمته موسم للإخبات لا الصخب، والإقبال لا الإدبار، والتصفية لا الكدر، شهر يدع المرء فيه طعامه وشرابه وشهوته استجابة لأمر ربه، أثمة لبيب بعد ذلكم يستعمل هذا الشهر فيما يسخط خالقه من لهو وعبث وهتك لحرمة الشهر المبارك، وإن لشهر رمضان عظما وجمالا وبهاء ظاهرا جليا فيما يلتزمه المسلمون من تلاوة لكتاب الله المنزل في هذا الشهر العظيم ليكون هدى للناس وحجة دامغة تفرق بين الحق والباطل، مما يؤكد أنه يجب على أمة الإسلام ألا يكون بينها وبين كتاب ربها وحشة ولا هجران، في تلاوته وتدبره والعمل به فإن أمة تقرأ ولا تتدبر إنما هي كالأقماع، وإن أمة تقرأ وتتدبر ثم لا تعمل لهي كالأمة المغضوب عليها، ورمضان ميدان سباق لكنه سريع التقضي فالأوقات فيه تنتهب وما يفوت منه فبالكسل، وما يغتنم منه فبالجد، وإن تعب المحصل فيه راحة في العاقبة وراحة المقصر فيه تعب في العاقبة، وشهر رمضان إنما يراد ليعمر لا ليعبر حتى لا يأسف أحدنا على فقدان ما وجوده أصلح له فيكون أسفه عقوبة له على تفريطه وانشغاله في هذا الشهر بمطعمه ومشربه ولهوه على حساب طاعة ربه والمرابحة في سوق الصائمين».

سعود الشريم - الحرم المكي



وعد الله

«الثقة بوعد الله على صالح الأعمال هي الواجبة على المسلمين، والاجتهاد في سبيل حسن العاقبة والمآل، فالله جل وعلا غفور وشكور لمن عمل الصالحات، والله تعالى يدعو إلى التقرب إليه بما يحب ويحذر من العصيان، وتنال الدنيا بعمل وبغير عمل لمن كان عاجزا عن العمل، وأما الآخرة فلا تنال بغير عمل، ورمضان موسم عظيم وشهر كريم تتنزل فيه الخيرات والبركات وتكفر فيه السيئات وهو الذي فضله الله تعالى على سائر الشهور، جمع الله فيه العبادات، صوم وصلاة وزكاة لمن أراد أن يزكي والصدقة والإحسان للضعاف والمساكين والمحتاج وعمرة وقراءة وذكر وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر، وأسباب الخير في شهر رمضان كثيرة ومتنوعة كما أسباب الشر في رمضان قليلة صاغرة ففي هذا الشهر يحال بين الشياطين وبين ما تريد من الإفساد والغواية، ولكل عمل ثواب وكل نعيم في الجنة لأنواع الطاعات والعبادات، وأعظم تكريم لمن دخل الجنة هو النظر إلى وجه الله الكريم».

علي الحذيفي - الحرم النبوي