مانع اليامي

داعش في مانشستر لإسكات الموسيقى وقتل الأطفال

الجمعة - 26 مايو 2017

Fri - 26 May 2017

تنفيس الحقد الذي يحمله التطرف هذه المرة أتى مختلفا، الإرهاب في مهمة لاغتيال الموسيقى وقتل الأطفال في لحظة مباغتة مرعبة.. الموسيقى تصمت بأمر الحقد والغباء والنزعة الشيطانية، الأطفال والشباب يتساقطون بلا رحمة ملطخين بدمائهم في مشهد لا يعكس سوى البشاعة بكل معانيها، ولا يظهر عدا الوحشية بكل اللغات.. مات الحلم بالتعايش مع من مات من صغار السن في حادثة مانشستر المحزنة، الحلم كل الحلم بالسلام والابتهاج ذهبت مع من ذهب، باختصار البراءة كفنت وصارت إلى المقابر أقرب رغم حب صغار السن للحياة، حتى مسيرهم في طريق البهجة أصبح من دواعي قتلهم عن أي دين نتحدث وأي إنسانية يمكن تعريفها أو الإشارة إليها والحال بوقائعها المؤلمة هكذا.



أفهم أن صغار السن في كل مكان بصرف النظر عن الهوية والدين واللون يبكون أحيانا لاستحضار البهجة والفرح والذي لا أفهمه لماذا يقتلون؟ الموسيقى هي الأخرى تخاطب الأرواح لإعلاء مكانة المحبة واستدعاء الأشواق.. إنها تناصر الحب ضد الكراهية وتسير في أرواح الناس بسلام هل حدث أن حرضت الموسيقى على القتل، أفهم جيدا أنها بلا مسحة عدوانية؟ السؤال لماذا تخنق ويتحول دورها إلى مسرح محزن تسيل فيه الدماء تحت غطاء الدخان. على يد داعش لا غرابة فدور العبادة بكل قدسيتها تحولت إلى مناطق دموية بفعل الأعمال الإرهابية قولا وعملا وكفى بهذا الدليل لتعريف الإرهاب وتوضيح مقاصده المنحصرة في أبسط الصور المؤكدة على الشروع البين لقتل الحياة، حتى لا يبقى للسلام أثر ولا للحب والتسامح طريق، كل هذا مع سبق الإصرار والترصد، المؤلم حقا أنه في أعقاب كل حادثة خسيسة إعلان مسؤولية لا ينقصه خسة يتباهى به داعش وكأن الوحشية فضيلة وقتل الأنفس مباح.



صحيح أن التنظيم الإرهابي الذي يقف خلف هذه الجريمة البشعة وغيرها لا يمثل إلا نفسه وهو تحت الملاحقة الدولية بحكم بشاعة أفعاله المنبوذة، إلا أنه يبدو للمراقب أن جريمة مانشستر ستجعل بريطانيا تعيد حساباتها على كل أساس يحفظ أمنها، بريطانيا البلد الذي يسعى إليه الفارون من الحروب، الهاربون من جدران الموت اكتوت بالإرهاب أكثر من مرة، ليل الاثنين الماضي بكت أطفالها وشبابها ونعت الضحايا وأسرهم بحزن ليس له مثيل، ولا غرابة إن هي وسعت مدى حماية أرضها وناسها وبكل الوسائل. صادق العزاء للبريطانيين.. وبكم يتجدد اللقاء.



[email protected]