حنان المرحبي

قمة الرياض 2017

الجمعة - 26 مايو 2017

Fri - 26 May 2017

اختيار الرئيس الأمريكي ترمب المملكة العربية السعودية لتكون أول محطة في جولته الخارجية الأولى بعد توليه رئاسة الولايات المتحدة أعطى مؤشرا واضحا لتوجهاته في قضية الإرهاب ومن أين يجب أن تنطلق جهود الأمم في محاربته. الدول الإسلامية هي أكثر الدول قدرة على مواجهة الإرهاب نظرا لقربها منه ومعرفتها وخبرتها في التعامل معه على أصعدة فكرية وتنموية وعسكرية عدة.

وأمريكا باختيارها للرئيس ترمب الذي حمل إلى المحفل السياسي نظرة مغايرة عن الرؤساء السابقين تؤكد على أهمية التعاون مع الدول الإسلامية في معالجة الإرهاب لإيجاد طرق مباشرة وأكثر فاعلية من الطرق التي كانت تتخذها الإدارات السابقة، والتي تسببت في نمو الفكر المتطرف والجماعات الإرهابية. التعامل مع الإرهاب كجبهة منظمة أو اختزاله في القاعدة أو داعش كان سببا في تضييع الكثير من الوقت والجهود والموارد، ولم ينتج عنه سوى نمو الفكر المتطرف والجامعات الإرهابية في أنحاء العالم. فقد وجدت تلك الفرق الضالة في المواقف الغربية مادة تستعملها لشحن الصراعات واستغلت حريات التعبير والتقنيات للوصول إلى الشباب المسلم والتأثير عليهم.

القضاء على الإرهاب يأتي في مقدمة الأهداف الوطنية. والإرهاب ليس له جبهة لتتم مواجهتها عسكريا، لهذا فإن القضاء عليه يجب أن يتم من أصعدة عدة، بدءا بتتبع جذور الفكر المتطرف واقتلاعها وأيضا بكشف الأوعية التمويلية لتلك الجماعات وإزالة مصادرها، وبتنمية المجتمع ومعالجة مشكلاته وبتعزيز فرص الشباب للمشاركة في التنمية وتعزيز التسامح بين المجتمعات والثقافات والأديان والتعايش فيما بينها عبر الحوار الثقافي والخطاب الوسطي الداعي إلى السلام والاحترام والمحبة. وكل ذلك بحاجة إلى أن يتم بتعاون سياسي منظم وموحد بجميع الدول الإسلامية والغربية حتى يتحول إلى واقع.

وقد بدأت المملكة تشق طريقا راسخا وصاعدا بعد تقريرها لرؤيتها 2030، والتي قدمت خارطة وطنية للمهتمين بمعرفة الاتجاه السياسي والثقافي والتنموي السعودي بالعقود المقبلة. ومن خلال تلك الرؤية يمكن للمهتمين التعرف على فرص التعاون المشتركة لتوحيد الجهود والرؤى والمواقف وتعزيز الشراكة وأوعية تبادل المعلومات والخبرات في الشؤون والمصالح المحلية والدولية.

وعلى صعيد المجالات التنموية الأخرى، فقد حظيت المملكة بفرصة قيمة حينما كانت المحطة الأولى لجولة الرئيس الأمريكي، والتي من خلالها تجعل مبادراتها واتفاقياتها بشأن التعاون التجاري والثقافي والعسكري بالمنطقة في مقدمة محاور النقاشات بالاتفاقيات القادمة مع بقية الدول، فالانطلاقة كانت من الرياض والتحالف الإسلامي.

ملامح المرحلة السياسية القادمة ستحددها العلاقات بين هذه القوى والمصالح والتي يتم ترسيخها خلال هذه الفترة والفترات المقبلة. وقد حرصت المملكة على لعب أدوار قيادية حينما شكلت التحالف الإسلامي وأشركت الحليف الأمريكي ليكون طرفا داعما للمواقف السياسية المقبلة بالمنطقة في مواجهة الإرهاب والدول الداعمة له.

hanan_almarhabi@