عبدالغني القش

رمضان بعد القمم.. هل يقود العالم؟!

الجمعة - 26 مايو 2017

Fri - 26 May 2017

بداية لا يفوتني أن أزجي التهاني والتبريكات لقيادتنا الرشيدة وللشعب السعودي الوفي وللأمة الإسلامية جمعاء بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، سائلا المولى أن يتقبل من الجميع ويعيده عليهم باليمن والبركات.



والتهنئة لقيادتنا هي تهنئة مزدوجة، حيث هنأهم العالم بأسره على نجاح القمم التي عقدت في عاصمة القمم مؤخرا وشهدت لها سائر الأمم بدقة التنظيم وروعة التنفيذ، وانبهر المتابعون على الرغم من المدة الوجيزة التي تم فيها ذلك كله.



والحق أن هذا النجاح لم يكن ليتأتى لولا إخلاص ومثابرة وعزم أكيد على تحقيق ما تصبو إليه هذه القيادة الفذة من أمور على شتى المستويات السياسية والاقتصادية وغيرها، ويكفي هذا الشعب فخرا بقيادته تلك العقود التي وقعت بمئات المليارات من الدولارات مما فاق مبلغ تريليون ريال سعودي.



ولا شك أن ذلك يغيظ الأعادي فتجد بعضهم يكظم غيظه والبعض يجهر به، وفي كل الأحوال على إعلامنا وبقية أفراد مجتمعنا ألا يلتفتوا لتلك الأبواق الناعقة والأقلام الشاذة التي تهرف بما لا تعرف.



ومن الموافقات أن يأتي هذا الشهر العظيم وهو سيد الشهور بالإجماع بعدما تحقق في تلك القمم من نجاحات، وهو ما يجعل المتابع يتطلع أن يكون رمضان هذا العام مخالفا للأعوام الماضية في شتى مناحيه.



نعم نريد لرمضان هذا العام أن يثبت فيه تجارنا أنهم قادة العالم، تماما كما وقع في عاصمة القمم، فلا جشع ولا مبالغات ولا أساليب غش سواء ظاهرة أو باطنة، ليثبتوا للعالم أنهم يمثلون حقا التجار المسلمين، فنجدهم يرضون بالربح القليل سائلين الله البركة، مبتعدين عن الأساليب التي ربما كان فيها شيء من المخالفات الشرعية.



ونريد في ذات الوقت من مراقبي وزارة التجارة أن يمثلوا الموظف المخلص من خلال المتابعة الدقيقة لجميع ما يجري في أسواقنا وبشكل يكون محل التقدير من المستهلكين، بجولات رقابية مكثفة ليلا ونهارا، حتى تخلو أسواقنا من كل ما يشينها من مخالفات ربما يقع فيها البعض، وبإيقاع أشد العقوبات على المخالفين.



نريد من قنواتنا أن تقود العالم أيضا في هذا الشهر من خلال برامج هادفة ومسلسلات محافظة ومسابقات قيّمة بحيث يشاهدنا العالم الإسلامي فيقتدي بنا ويحذو حذونا، من خلال نقاء لا يخدش الحياء ومواد تزدان بالاحتشام وعدم الابتذال، فتكون قنواتنا رمزا للصفاء يكللها البهاء.



وكذلك الحال بالنسبة لإذاعاتنا وصحفنا وسائر وسائل إعلامنا (الإعلام الجديد) فقيادة العالم لا تتأتى بإعلام يشبه غيره في كثير من التفاصيل، بل بإعلام ريادي يصح أن يتأسى به العالم الإسلامي.



نريد أن نقود العالم من خلال ما يجري في مساجدنا وطرقاتنا، فما يجري أحيانا في إفطار الصائمين أمر يندى له الجبين، فالإسراف ظاهر والتبذير واضح للعيان، مع أن المقصد نبيل والغاية سامية لكن التنفيذ على أرض الواقع لا يرضي المنصفين.



نريد أن نكون قدوة للعالم فيما يجري في جمعياتنا الخيرية وبخاصة في رمضان، فلا نريد حملات عشوائية - ومن العجيب هذا التحرك والنشاط في هذا الشهر فقط – ولا نريد استغلال اسم هذا الشهر في أي حملة فهو شهر له قدسيته والمفترض ألا تمس بأي حال من الأحوال.



رمضان هذا العالم يأتي بعد حدث تاريخي جعل هذه البلاد محط الأنظار، وهي فرصة مواتية لأن نظهره بالمظهر اللائق به، بحيث يكون من تابعنا في أيام زيارة الرئيس الأمريكي يتابعنا ليرى الاختلاف ويدرك معنى أننا نعيش أياما فاضلة وأياما مباركة نقود بها العالم لشهر كامل هو ما يعرف عند المسلمين برمضان المبارك.