فواز عزيز

في عين العاصفة

تقريبا
تقريبا

الجمعة - 26 مايو 2017

Fri - 26 May 2017

لم تكن علاقة الوزير والأديب الراحل غازي القصيبي بجريدة الشرق الأوسط ذات منحى عادي.. فقد كان له رأي في خطها التحريري ما جعله في غاية الإحجام عن التعامل معها بشكل ودي، كما يروي الصحفي عثمان العمير في تقديمه لكتاب «في عين العاصفة» الذي جمع مقالات القصيبي إبان غزو الكويت!



ويشير العمير إلى أن بداية تعاون القصيبي مع الشرق الأوسط كانت في عام 1987 إثر العلاقة الوطيدة التي ربطته بغازي.



ويروي العمير رئيس تحرير الشرق الأوسط آنذاك، أنه عرض على القصيبي الكتابة فيها فكتب سلسلة «العودة سائحا إلى كاليفورنيا»، ويقول العمير إنه كان يتوقع إيقاف غازي، وكان ينتظره، وقد جاء الإيقاف مع الحلقة الأخيرة من سلسلة القصيبي!



بعد فترة فوجئ العالم بغزو الكويت.. ويصف العمير - تلك الأيام - بأن الإعلام الخليجي كان خائفا ومرتبكا وهزيلا وضائعا.. وذات صباح وصله فاكس يحوي مقالا قصيرا لغازي القصيبي، فتذكر قصص مغامراته وإيقافاته.. وأطلت تلك الغمامة الشجاعة التي ذكرت العمير بالمهمة المستحيلة للإعلامي فنشر المقال في الصفحة الأولى من جريدة الشرق الأوسط كما يروي، ويضيف أن ردود الفعل كانت إيجابية، فاعتبر غازي القصيبي هو لغة الخليج وسيفه ورمحه، وصاحب الصوت الأعلى والأقوى والأكثر فعالية.



فتوالت مقالات غازي القصيبي في زاوية «في عين العاصفة»، ثم تغيرت إلى «بعد هبوب العاصفة»، ثم ختمها بـ «على نار هادئة»، وجمعت كلها في كتاب «في عين العاصفة» عام 2014.



ويصف العمير الكتاب بأنه «كتب في وقته ليقرأ تاريخا معمقا بالتفاصيل والإشارات».



(بين قوسين)



ومما قال غازي القصيبي في مقاله الأول بزاوية «في عين العاصفة»:



قد يكون الحياد أعنف أنواع التدخل وأخطرها وأقل المواقف أخلاقية وأكثرها انتهازية.



وقال: الحياد فضيلة عندما تكون المعركة بين شر وشر، ولكنه رذيلة عندما تكون المعركة بين حق وباطل.. الحياد ذكاء عندما يكون الصراع بين ظالم وظالم، ولكنه حمق عندما يكون الصراع بين ظالم ومظلوم... الحياد حكمة عندما يعتقد المحايد أن موقفه سيضمن له البقاء، لكنه خرق عندما تكون نتيجته إطالة عمر المحايد يوما أو يومين فحسب.



fwz14@