شاهر النهاري

هل رجعت قطر لعادتها القديمة؟

الأربعاء - 24 مايو 2017

Wed - 24 May 2017

لسنا هنا لرمي التهم على قطر، وإنما لتحليل القديم المتجدد على أرض التناقض المركب، حين لا يعود لحجم الدولة، وأهميتها دلالة على ما يعلن، وما يحاك في الخفاء حول علاقاتها بجيرتها، وبأطراف العالم.



قطر بلوثة مسيرتها المخالفة لكل أمر طبيعي، والتي بدأت منذ حرب الخليج الأولى، فبعد أن استضافت على أرضها قناة الجزيرة، تمثلت العنف على الخارج، وظلت بردا وسلاما على الداخل القطري القلق.



سياسة تسعى لنشر الفتن بين الشعوب وحكوماتها، وتأكيد الدعم والتبني الصريح، لكل من تلفظهم دول الجوار من إرهابيين، ومعارضين، أو جماعات وأحزاب محظورة.



وقد كانت ذكية في البدء، بتأجير جزء من أرضيها (العديد)، للقوات الأمريكية، لتضمن أن جموحها ومشاغباتها تمر دون عقاب، وهي تحتمي بحضن القاعدة الأمريكية.



قطر، التي كانت العضو الأهم في أغلب المنازعات القريبة، والبعيدة عن أرضها، فشاهدنا تعاملها مع محاولة انفصال اليمن الجنوبي عن الشمالي، وكيف طردت مواطنين من أصل سعودي عن أراضيها، وشهدنا خلافاتها مع البحرين والإمارات على الحدود، وكانت أدوارها واضحة صريحة في دعم وإشعال ثورات الربيع القاتل، وما عقبها من قلاقل وعداء كما تفعله مع دولة مصر.



قطر، التي ظلت الصديق بوجهين، مع كل أصدقائها، حتى في مجلس التعاون، والذي كانت تحضر جلساته بنوايا خفية، لتعود بكل استهتار للحديث عن علاقاتها المتينة، مع أشد أعداء المجلس، إسرائيل وإيران.



وبعد منتصف ليلة البارحة صدرت عن وكالة الأنباء القطرية (قنا) تصريحات على لسان أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، خلال حفل تخريج الدفعة الثامنة من مجندي الخدمة الوطنية، وبعد حضوره لقمم الرياض، بقوله: لا يحق لأحد أن يتهمنا بالإرهاب، لأنه صنف الإخوان المسلمين جماعة إرهابية، أو رفض دور المقاومة عند حماس وحزب الله!



كما شدد على أن قطر نجحت في بناء علاقات قوية مع أمريكا وإيران في وقت واحد، نظرا لما تمثله إيران من ثقل إقليمي وإسلامي لا يمكن تجاهله!

وقال إن قاعدة (العديد) تمثل حصانة لقطر من أطماع بعض الدول المجاورة، وأن علاقاتها بإسرائيل متميزة، كما أن علاقة بلاده مع أمريكا قوية ومتينة، رغم ما سماه بالتوجهات غير الإيجابية للإدارة الأمريكية الحالية، والتي أكد عدم استمرارها بسبب التحقيقات العدلية تجاه مخالفات وتجاوزات الرئيس الأمريكي دونالد ترمب.



وبعد دقائق أعلنت قطر عن اختراق تقني حدث لوكالة الأنباء القطرية، لتحمل ما قاله الأمير إلى مناطق التشكيك، ولعمل فرقعة.



وقد تضاربت بعد ذلك الأنباء حول سحب قطر لسفرائها من السعودية ومصر والبحرين والكويت والإمارات.



وقد عجت مواقع الأخبار والتواصل الاجتماعي بالأخبار والتعليقات، والتي تظهر تركيبة ونفسيات المعلقين ذاتهم، ومعتقدهم السياسي، والمذهبي، فكان البعض منهم يكذب الأخبار ويتهم من يتداولها بالخيانة، والبعض يؤكدها بثقة من يعرف تاريخ سياسة قطر.



وتستمر التساؤلات حول حقيقة ما حدث، فهل كانت مشاركة قطر في تجمع الرياض مجرد اكتشاف لما سوف ينتظرها إن كانت فعلا تحتضن الجماعات الإرهابية، ولذلك بادرت بكشف أوراقها، أو أن الأمر سيمر مجددا على أنه مجرد شبهات، ومن ثم تعود لتصنيع الحيرة والقلق والعجب، ونحن نغني لها كما غنينا لحليمة!



Shaheralnahari@