لكي تبدع.. تحرر!

الثلاثاء - 23 مايو 2017

Tue - 23 May 2017

قد يستفزك العنوان.. لكني سأحاول إقناعك بإيجابيته..

عندما تجد نفسك غارقا في موجة «الروتين» متقبلا آثاره عليك من رتابة وعادات يومية، وأن ما حدث أمس حادث اليوم وسيحدث غدا، وعندما تسمي «التردد» ترويا حكيما يبعدك عن مخاطر الحياة، وعندما تجعل من «العادات»، حتى لو لم تكن مقتنعا بها، دستورا لأفعالك وردود أفعالك، وعندما يكون «مستشاروك» مثبطيك عن أي أمر يعاكس أو يتعدى خطوط أمانيهم في الحياة لأي سبب كان، وعندما يكون «الخوف» سلامة من أي فشل، عندها ستجد نفسك مكبلا بأغلال مؤصدة بإحكام للتقدم إلى أي تغيير تريده، رغم أن التغير حاصل لا محالة، لكنك ستكون تابعا منصاعا لهذا التغيير حتى لو لم تقتنع به، ولن تشعر بأنك تغيرت إلا إن أمعنت النظر في نفسك قبل سنوات من الآن.

إذن ما الذي يجب عليك أن تفعل لكي تحدث التغيير الذي تريده، وأن تضع نفسك في المكان الذي تريده أنت؟ تأكد أن الإجابة على هذا السؤال هو «إبداع» له لذة لا تنقطع ولا تتوقف فهي مستمرة باستمرار حياتك.

تحررك مما سبق من قيود يجعلك شخصا متقبلا لكل جديد، يحركك إلى التفكير في أشياء لم يعرها عقلك انتباهه من قبل، سيجعلك شغوفا إلى التجديد محبا للمغامرة متفائلا مفعما بالحياة.

ارسم مسار إبداعك حتى لو كان مليئا بأفكار مجنونة، فكم من فكرة غير معقولة استفزت صاحبها إلى أن أوصلته لمصاف المبدعين الملهمين، في زمن لم يكن أحد يتوقع أن يصل أحد إلى القمر، ولا أن يصل من شرق الأرض إلى غربها في نفس اليوم، لكنها واقعة اليوم بسبب فكر مجنون في زمن سابق.

آمن بإمكانيتك ولا تفقد الأمل عند كل فشل يواجهك، ولا تضعف أمام أي انتقاد، واجعله دافعا لك للوصول إلى هدفك، ففشلك تقليص للمسارات الخاطئة الموصلة إلى الهدف، إذا آمنت بنفسك ولم تفقد الأمل مع كل فشل، للنجاح طعم ينسي كل تعب حصل وكل سخرية عارضة وكل تردد قاتل.

لا ترض بأن تكون عاديا بل اختر لنفسك «التميز» في كل أمر، أثبت لنفسك أن تكون في مصاف المبدعين وأن تكون مع صفوة الملهمين دائما، وأن لك قيمة وثقلا في مجتمعك ناهضا بمن حولك ومن يراك.

اجعل لنفسك حافزا وطوع كل ظرف يواجهك إلى أدوات توصلك إلى الإبداع، ولا تجعلها حجة لك للتوقف، لأنك بإبداعك ستصل إلى حل مشكلاتك.

وأخيرا: ابحث في أعماق نفسك عن نفسك، واسلك طريق الإبداع، ولا تلتفت.. لأنك ستصل.