المعلم رجل المهمات الصعبة

الثلاثاء - 23 مايو 2017

Tue - 23 May 2017

ترتكز العملية التعليمية على لبنة أساسية ألا وهي المعلم. لا يمكن أن نغفل دور بقية مكوناتها – المنهج، البيئة التعليمية، الهيئة الإدارية – ولكن لن يكون لها أي فائدة تذكر بمعزل عن المعلم.

ما أود أن أصل إليه مما سبق أن رجل الفكر الأول – المعلم – هو حجر الزاوية لنجاح أي عملية تعليمية.

عندما صدر أمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، حفظه الله، بأن تكون نهاية اختبارات الفصل الدراسي الحالي لجميع مراحل التعليم العام قبل بداية شهر رمضان المبارك لهذا العام، مراعاة لظروف أبنائه وبناته الطلاب والطالبات، تسارعت الجهود في وزارة التعليم للعمل على إنهاء جميع الأعمال المتعلقة بالعملية التعليمية قبل بداية شهر رمضان المبارك، فقامت بعدة إجراءات، ألغت جميع الدورات والمؤتمرات وورش العمل والاحتفالات، وأوقفت زيارات المشرفين التربويين إلا للضرورة، وألقت بكامل العبء على المعلم ليساعد الوزارة على تنفيذ الأمر الملكي الكريم، وكان المعلم في الموعد كعادته، وكانت المدارس كخلية النحل تسابق الزمن لإتمام مهامها، بالرغم مما يعانيه المعلم من هضم للحقوق على الصعيد الوظيفي بحرمان الكثير منهم من الحصول على الدرجة المستحقة وفقا لسنوات الخدمة الفعلية بسبب تطبيق المادة 18أ عند تحسين مستوياتهم، وعدم احتساب خدمة البند 105 لعدد كبير منهم، بالإضافة إلى عدم حصول عدد كبير من المعلمين الحاصلين على درجة الماجستير على المستوى السادس المستحق وفقا لمؤهلاتهم العلمية، علاوة على غياب هيبة المعلم لأسباب عدة ليس هناك مساحة لذكرها.

تسارعت الخطى وتكاتف جهود فرسان الميدان للعمل على إنهاء جميع الأعمال المسندة إليهم في وقت قياسي وبجودة عالية دون كلل أو ملل، وقد ظهرت نماذج مشرفة للعديد منهم لقيت الإشادة والتقدير من جميع أطياف المجتمع، نذكر منها موقف المعلمة القديرة أ/ ريم العتيبي التي تعاني من مرض السرطان، شفاها الله وعافاها، ولكن بالرغم من هذا لم تدخر جهدا بأن تشارك طالباتها فرحة تخرجهن فقد قامت بإرسال هدايا خاصة لهن وعلى حسابها الخاص. لقد ضربت أروع مثل للمعلم القدوة الذي برغم مما ذكرت ما زال معطاء كنهر لا ينضب. والنماذج المشرقة التي تماثل ما قامت به المعلمة ريم كثيرة لا حصر لها في أوساط المعلمين. هنا يتضح دور مربي الأجيال الذي كان على قدر المسؤولية كعادته، مستعدا وقادرا على إتمام مهمته النبيلة. فشكرا لك أيها المعلم. شكرا لك رجل المهمات الصعبة.

الأكثر قراءة

جميلة عادل فته

رجال الأمن.. رجال