سعد السبيعي

ميزانية الدولة تبدأ من ميزانية الأسرة

نحو الهدف
نحو الهدف

الثلاثاء - 23 مايو 2017

Tue - 23 May 2017

ميزانية الدولة تبدأ من ميزانية الأسرة فإذا انصلح حال الأخيرة فإن ذلك سيكون له مردود إيجابي على الأولى، حيث إن الاستقرار العائلي يكون في الغالب عن طريق الاستقرار المالي الذي سيساعد على بناء أسرة سعيدة خالية من الديون والالتزامات المالية، والتي قد تثقل كاهل العائل وقد ينتج عن ذلك ما لا تحمد عقباه، فبناء أسرة خالية من الديون يبعد العائل عن الهموم ليصبح بعد ذلك عضوا منتجا وفعالا، ولكن من يكون المسؤول عن الموازنة؟ والإجابة الشافية: الأسرة كاملة من الزوج والزوجة والأبناء، فيجب تأمين مستقبل الأسرة مع توقع المفاجآت المستمرة بالمستقبل مع تنظيم صرف المرتب وكذلك أساليب الادخار.



وتكمن أهمية الادخار وتنظيم ميزانية الأسرة السعودية في الاقتصاد الوطني، حيث إن إعداد ميزانية للفرد أو للأسرة مصدره ضرورة وضع أهداف محددة يصرف فيها المال، ويلزم بوضع سلم أولويات والاختيار بين الإمكانيات المختلفة– توجد لكل شخص قيود في ميزانيته وكل شخص له سلم أولوياته في إطار الميزانية، فهو يفضل تحقيق أهداف معينة على غيرها، فأهداف بناء ميزانية أسرية هو تحقيق أقصى ما يمكن من المال الذي يملكه الشخص أو الأسرة، وتحقيق غايات لها دلالات اقتصادية: التعليم، السكن، الرفاهية الاقتصادية، مما يتمشى مع رؤية المملكة 2030 وبرنامج التحول الوطني 2020.



فبناء الميزانية الأسرية هو الوسيلة الأساسية والرئيسية والبسيطة لضمان استعمال مصادر أموالنا بحكمة ومسؤولية وبطريقة تضمن النمو والازدهار ويحول بيننا وبين الوقوع في أخطاء ثمنها المادي والاجتماعي والنفسي باهظ، حيث إن توفر الموارد المالية لتمويل الميزانية الحكومية ونشاط القطاع الخاص هدف تسعى إليه كافة الدول وتختلف أساليبها ومستوى تحقيقها لذلك، وفي كل الأحوال تبقى العائلة والفرد من أهم مصادر توفير الموارد المالية وبشكل مستقر ومضمون، وبالتالي فإن هذا المورد من أهم مقومات تحقيق رؤية طموحة كالرؤية 2030 المقرة في المملكة.



ختاما.. إن ثقافة الاستهلاك المفرط وما يترتب عليها من صعوبات بل مخاطر، والتي زاد من خطورة هذه الثقافة توفر مصيدة القروض الاستهلاكية التي وصلت في العام الماضي إلى 337.3 مليار ريال وبنسبة نمو 4.5% يضاف إليها سهولة الحصول على بطاقات الائتمان، في حين أن ديننا الحنيف يصف المبذرين بإخوان الشياطين وأن الله لا يحب المسرفين، حيث إن بناء الميزانية الأسرية ينطوي على عملية تخطيط، وعلى تنازل عن العفوية في صرف المال، مما يفسح للتخطيط المجال أمام تحديد الهدف وعندها تحديد طريقة الوصول إلى هذا الهدف، وإذا تحدثنا عن المال فإن التخطيط يزيد من احتمالات الوصول إلى الأهداف التي حددت ويمكننا من شراء ما نريد ونرغب بكل سهولة ويسر.



saadelsbeai@