وزارة الإسكان الآن

الثلاثاء - 23 مايو 2017

Tue - 23 May 2017

عندما استمعت لحديث سيدي صاحب السمو الملكي ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في لقائه مع الزميل داوود الشريان، وكبقية السعوديين خاصة، وشعوب العالم عامة، انصتنا جيدا للحوار وللأفكار وللطروحات. الحديث ليس عن عراب رؤية 2030 وقائد برنامج الوطن التحولي نحو الأفضل، فالكل يعلم أن ولي ولي العهد قد أثبت في الأعوام الأخيرة أن النية عندما تتفق مع ما يعلن فإن النجاح حتما من عند الله متحقق. ولو أخذنا التفاصيل الواردة في لقائه وما أخبر به، وتلك الثقة والوضوح في طروحاته لاحتجنا لمجلدات نكتب فيها ولا ننتهي، لكن يكفينا أن نبدأ بتناول بعضا مما نثره علينا كجزيئيات يكمل بعضها بعضا.



في تناول سموه لملف الإسكان بكل هذا الاهتمام والمنبثق من اهتمام سيدي خادم الحرمين الشريفين سلمان العز والكرامة، يحفظه الله، نجد أن سمو الأمير لا يضع النقاط على الحروف، بل هذه مرحلة قد انتهينا منها، بل هو الآن ينتظر النتائج أن تتحقق وتبرز على أرض الواقع بما يحقق الأهداف الموضوعة لملف الإسكان، وبالتالي فإن الكرة انتقلت الآن من ملعب صناع القرار إلى ملعب المنفذين المباشرين، وهم هنا وزارة الإسكان ممثلة بوزيرها وكوادره العاملة معه بروح الفريق الواحد.



للأمانة لا توجد لدي ملاحظات تذكر على أداء وزارة الإسكان، ولن أمدح أداءهم، لأن المهمة ما زالت جارية ولم تنته، لكنني أحب أن أوضح أن توليفة وزارة الإسكان في عهدها الحالي قد أصبحت أكثر ارتكازا وأكثر مضيا قدما نحو تحقيق الأهداف دون الالتفات لأية أمور أخرى قد تؤخر المسيرة وتشغل البال وتعطل العمل. ولعل مثل هذه المطبات قد وقع فيها وزراء سابقون وأخذت من وقتهم الكثير إما توضيحا أو اعتذارا أو محاولة لفهم ما قالوا أساسا.



نحن نعلم الآن أين تسير مركبة الإسكان، وما هي الخطوات القادمة وما يجري الآن على قيد التنفيذ، وبالتالي فإن المفاجآت أمر غير وارد في حساباتنا، وحتى حين نقيم الأداء أو ننتقد أو نرشد نصحا فإننا نعلم ما هي الأرضية التي نقف عليها. وزارة الإسكان ومعالي وزيرها يتعاملون بروح وطنية متميزة ووضوح وشفافية بارزة، عمل كثير وكلام قليل، وكأن لسان حال معالي الوزير وزملائه يقول هذا هو المخطط الذي ارتضته القيادة، وهذا ما سننفذه بأفضل صورة وبأكثر تميز ونجاعة.



نعم المخطط واضح والمطلوب التنفيذ، التنفيذ مهما احتاج وقتا إلا أننا نعلم أنه سيتم في آخر الأمر. ولعل هذه هي أهم سمة من سمات مسيرة رؤية 2030 وبرنامج التحول الوطني الشامل العام. إننا نعلم ماذا يحدث الآن وماذا سيحدث غدا وبعد غد، نرتب أمورنا ونجهز حالنا ونعد عدتنا، الصراحة والشفافية هما العدوان الأبرز للفساد والترهل والتراخي في العمل، لهذا فإن موعدنا مع وزارة الإسكان سيكون عند البدء بالإعلان عن تنفيذ الخطوات ومن ثم نقيم النتائج والمخرجات.



alharbit1@