هل تثق في المعلم السعودي!

الاثنين - 22 مايو 2017

Mon - 22 May 2017

للثقة أنواع فمنها: «الثقة العمياء» وهي ثقتك بوالديك فلن يضراك بضرر مهما كنت مقصرا، وعن برهما معرضا، ويقولون عنها إنها مقبرة الأوفياء، و»ثقة عوراء» وهي أن تثق بشخص بوجود قليل من الخوف، وعدم الارتياح، وقليل من المعرفة عنه، وهي درجة أقل لمن هم دون الوالدين.»

العنوان عبارة عن سؤال طرح من إحدى القنوات المحلية السعودية على الجمهور فكانت الإجابات مما يمكن أن نعزوها إلى النوع الثاني وهي الثقة العوراء؛ لأن معظم من طرح عليهم السؤال كانوا يركزون على الثقة بالمعلم السعودي من منطلق أنه مواطن وللمواطن ما ليس لغيره ، دون النظر إلى الإمكانات العلمية والمهنية التي يجب أن يتحلى بها المعلم وهي المحور الأساسي في عملية الثقة بين المعلم والمتعلم، فكانت معظم الإجابات عاطفية منحازة، أو مشروطة والإجابات العاطفية في ظل غياب المعلومة والقدرة على التقييم وإصدار الأحكام نار تحرق أخضر التعليم ويابسه دون هوادة.

وأمر آخر في غاية الأهمية وهو أن طرح مثل هذا السؤال ليس في صالح المعلم على الإطلاق، وفي وقت قد كثر شاكوه، وقل شاكروه (خاصة عندما يطرح على غير المختصين أو عامة الناس) ولأن في ذلك زعزعة للثقة بالمعلم وهي في الأساس تشكو ضعف الأساس الذي يربط بين المعلم وبقية أفراد المجتمع، وهو يعاني الأمرين ويسلك مضطرا طريقا بين بين (الإعلام والمجتمع)، ودائما يرضى من الغنيمة بالإياب، فمطرقة الإعلام لم تترك له جنبا يتكئ عليه ، فتصور المعلم بصورة «كاريكاتورية» هي أقرب للسخرية منها إلى النقد، وكذلك المجتمع أصبح يتحسس من أي خطأ يصدر من المعلم بقصد أو بدونه، لذا تقوم الدنيا ولا تقعد تشنيعا على المخطئ من أصحاب هذه المهنة الشريفة، ولذلك هما يدفعانه يمينا وشمالا وكثيرا ما يكون على غير هدى.

كان الأجدر (في رأيي غير المتواضع) أن يطرح السؤال بهذه الصيغة: ماذا تريد من المعلم السعودي؟ عندها تكون الإجابات أقرب إلى الواقع فيجتهد المستفتون بإجابات تعطي مؤشرا عما يريده المجتمع من المعلم دون التورط في موضوع الثقة وجعلها محل تساؤل.

الأكثر قراءة

جميلة عادل فته

رجال الأمن.. رجال