شاهر النهاري

الشعب الإيراني الجار

الاثنين - 22 مايو 2017

Mon - 22 May 2017

الجيرة المكانية الجغرافية لا يمكن التخلص منها بأي نوع من الاحترازات، فالله هو من يحدد المناطق، ومن يزرع عليها مختلف سلالات البشر.

وإيران دولة جارة قريبة للسعودية ولدول الخليج، لا يفصلها عنهم إلا هذا الخليج، الذي لم يستقر طوال الأربعة عقود الماضية، فظل منطقة قلق عالمي، ومناوشات عسكرية، واحتلال جزر عربية من قبل الدولة الفارسية.



مضيق هرمز هو الآخر شهد محاولات سيطرة فارسية مستفزة. والحرب العراقية الإيرانية كانت نتاجا لهذا الإرث، والتنافس، والتشاحن، فاستمرت سبع سنوات طاحنة خسر فيها الطرفان مئات الآلاف من شباب الأمتين، وصرف عليها الكثير، وتراجعت الحياة المدنية في الدولتين للحضيض.

الشرق الأوسط عاش في جو مشحون بلوثة السياسة، والثورات، والتسلح، والأحزاب والجماعات الإيرانية الإرهابية المنتشرة في لبنان، وسوريا، والعراق، واليمن، ومما لا يمكن تمريره.



ورغم ذلك كله، ظل وما يزال الشعب الإيراني مرحبا به في السعودية، لأداء مناسك الحج، والعمرة، والمملكة تبادر لتقديم كل التسهيلات لهم، أسوة بجميع الشعوب المسلمة.



السعودية كانت واضحة، وكما جاء أمس الأول في كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان في ختام القمة الإسلامية الأمريكية بالرياض، بأنها تفصل بين حكومة إيران، وشعب إيران، الذي يظل الجار، وله عندنا كامل الاحترام.



عندما يتحدث هذا التجمع الإسلامي عن إيران، بأنها ترعى الإرهاب، فالقصد يعود على حكومة الملالي، التي هيمنت على الأرض والسماء الإيرانية، وغيرت صور وتطلعات أمة مسلمة برفض السلام، والعمل على تصدير الثورة، والتدخل في شؤون دول الجيران، وزرع الأحزاب، والميليشيات، وتأجيج العواطف، ومحاولة زعزعة الثقة بين الشعوب العربية وحكوماتها، والتخطيط لإسقاط حكومات الدول، ونشر الدماء والدمار.



الشعب الإيراني، بريء من كل ذلك، والذنب يقع بكامله على الحكومات الظلامية، الدموية، والتي تعيش في محض خزعبلات، تصورها بأنها معتقدات، وواجب ديني، دونته في دستورها، ورسمت على وهمه حياة شعبها، الذي يعاني من القهر والظلم، والفقر، والتهجير، والمعتقلات، والتركيع بإتاوات الخمس، لجعل الفرد منهم يتمنى أن يهجر بؤسه لأي أرض مهجر يعيش فيها بأمن وسلام.



عندما نعادي إيران، فنحن نعادي إرهابها، وهذا ما نتمنى أن يفهمه الشعب الإيراني. عندما ننتقد إيران، فنحن لا نقصد الشعب، المغلوب على أمره، ولكنا نقصد قرون الشياطين، المختبئة تحت العمائم السود.



عندما تتحالف دولنا الخليجية والإسلامية مع أمريكا، أو مع أي من الأنظمة الصديقة والعربية أو العالمية، فنحن لسنا طلابا للشر، ولكنا نسعى لإبطال مفعوله، واجتثاثه من مناطق عيشنا، مع أمنياتنا بالخير والرقي والحرية للشعب الإيراني.



عندما تشارك دولتنا في حل معاضل ما يحدث في العراق وسوريا واليمن والبحرين، فنحن نسعى لمنع الملالي من نشر شرورهم هناك، أما الشعب الإيراني المسالم، فهو مرحب به بيننا، ويعامل في دولنا الخليجية والإسلامية مثل أي مقيم ومستثمر عالمي، ودون أي محاذير.



الحياة تسير للأمام، وتزدهر في النور، والمصداقية، وحكومة الملالي تعشق الظلام، والخيانة، وهذا ما يزيد الشعب الإيراني حيرة وحسرة، ووهما.

عليه فكم نتمنى أن يعي الشعب الإيراني ما يحدث حوله بتجرد، وأن يستوعب الحقائق المخلصة، التي لن يؤمن بها إلا بجهود فكرية وعقائدية واقعية، وعمليات تبدل وانسلاخ جادة للتخلص من الوضع البائس المحيط بهم، والمصير المتردي، الذي ينتظرهم.



@Shaheralnahari