مانع اليامي

الرياض.. مزرعة السلام «peace farm»

الاحد - 21 مايو 2017

Sun - 21 May 2017

لن تخطئ عين الراصد طغيان زيارة الرئيس الأمريكي – Donald j.Trump على اهتمامات الناس في الداخل والخارج ويبرز في صدر المشهد ابتهاج السعوديين باختيار «ترمب» السعودية المحطة الأولى في أول جولة خارجية لرئيس الولايات المتحدة الأمريكية في مرحلة زمنية اتسمت بالسخونة.



قد يكون مرد الابتهاج مربوطا بما يمكن الإشارة إليه بعزم وحزم القيادة السعودية وعودة أمريكا إلى عهدها القوي الواعي المقدر لدور الحلفاء وأهمية الاستماع إليهم، وحينما يأتي الحديث عن الحليف المتزن الجانح إلى السلام والاستقرار والعدالة فأمريكا وبقية دول العالم لن يختلفوا على تسميته، ولن يكون غير المملكة العربية السعودية.



اليوم، السعوديون في الغالب وقبل غيرهم لا يختلفون على أهمية العلاقات السعودية الأمريكية اقتصاديا وأمنيا ولا شك سياسيا، ولعل هذا من أسرار القوة الداخلية أيضا، يدركون مدى تأثير التوافق السعودي الأمريكي في ضبط التحديات وإحلال السلام في الوقت الذي تمددت فيه أيادي العبث بأمن الشعوب واستقرارها عبر الميليشيات الإرهابية المتفرقة على الجغرافيا العربية والإسلامية بشكل واضح في وقتنا الحالي، بدعم من أنظمة نذرت نفسها لتوليد القلق والفوضى في المنطقة لتحقيق ما يمكن من المكاسب التوسعية على أسس أيدلوجية، والنظام الإيراني بحسب الشواهد الحية هو رأس الحية، وأبرز ما يستشهد به في هذا المنحى المظلم.



عموما، الحديث عن الزيارة يطول ويستوجب العودة إلى طبيعة العلاقات السعودية الأمريكية والأكيد أنها عميقة بكل المقاييس ولها ثقلها في الساحة الدولية، وبطبيعة الحال بصمتها بارزة في محطات التاريخ. عمليا العلاقات بين البلدين في أحسن حالاتها في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز «صانع السلام» رعاه الله.



الشاهد أن السعودية عبر ثقلها السياسي ومكانتها المرموقة في العالم الإسلامي أيضا مواقفها المتسمة بالعزم والصدقية والإنسانية استطاعت تحويل برود العلاقات في المرحلة الرئاسية الأمريكية السابقة، العهد الموصوف بالرخاوة في الكثير من الملفات المهمة إلى دافئة تستمد قوتها من التاريخ أولا وأخيرا يرفد ذلك قوة حضور الدبلوماسية السعودية وثباتها.



استضافت السعودية في العاصمة الرياض نحو 50 بلدا إسلاميا للمشاركة في القمة العربية الإسلامية الأمريكية، والواضح للمراقب أن هذه القمة التي بذلت السعودية في سبيلها الكثير من الجهود الموفقة تهدف إلى العمل المشترك الجاد لتوسيع مجال الرخاء وتحقيق التقدم في البلدان الإسلامية، بل وكل دول العالم انطلاقا من بيئة دولية تنعم بالسلام.



ختاما، التحديات باختلاف مساراتها تفرض أكثر من أي وقت مضى موقفا دوليا موحدا في وجه التطرف وجهودا صريحة وقوية لمحاربة الإرهاب ورعاته.. وبكم يتجدد اللقاء.



[email protected]