شاهر النهاري

بالحليف القوي نحارب الظلام

الاحد - 21 مايو 2017

Sun - 21 May 2017

شهد العالم أمس الأول مجريات القمة المنعقدة في قصر اليمامة بالعاصمة السعودية، بين جلالة الملك سلمان، وفخامة الرئيس دونالد ترمب، بتدشين مرحلة جديدة من الرؤية الاستراتيجية المشتركة بين البلدين، بعد أن مرت بمرحلة ركود وضبابية في فترة الرئيس السابق باراك أوباما.



وقد تم خلال اليوم الأول توقيع عدة اتفاقيات عسكرية واقتصادية تجمع بين الرياض، والحليف الأمريكي بقيمة 280 مليار دولار، على مدى عشر سنوات، يتوقع المحللون لها زيادة في العلاقات الثنائية، وفوائد تعود على الشعبين، برخاء، وتقدم صناعي، ومئات الألوف من الوظائف.



وقد أعلن البيت الأبيض عن توقيع اتفاقية دفاعية مع السعودية، بقيمة 110 مليارات دولار، من شأنها تعزيز أمن الخليج في مواجهة التهديدات الإيرانية، ومحاربة الإرهاب المنتشر بالمنطقة.



وقد أعقبت القمة الثنائية في اليوم الثاني قمة خليجية أمريكية، ويتبعها قمة عربية إسلامية أمريكية.



ولا شك أن قصار النظر والمتشائمين والمنغلقين لم يتمكنوا من النظر للصورة بكامل أبعادها المتعاظمة، ويدركوا أن الجهود السعودية لم تكن وليدة اليوم، ولا محض صدفة، فكان تاريخ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ممتلئا بالجهود، التي بدأت ليس فقط منذ توليه الحكم، ولكن من خلال توليه قيادة وزارة الدفاع والطيران، ومن ثم ولاية العهد، حيث قام بعدة سفرات دبلوماسية تفاهمية لدول مختلفة، جمع خلالها الحلفاء من كل الأطياف، وبتوازن خليجي محترم، وعربي متزن، وإسلامي متمكن، ودولي صديق شمل معظم دول الشرق والغرب، بحيث تشعر السعودية أنها قوية بذاتها، وقيادتها، وحلفائها، وبأيدي أبنائها، التي تمتد برخاء وسلام لكل حليف محب صادق.



وما حصول هذه القمم التاريخية، إلا تأكيد على مكانة المملكة، بين حلفاء أقوياء، يصنعون الفرق، ويعملون في النور، ويتعهدون بالحماية المشتركة، ومحاربة الإرهاب، وتجفيف منابع تمويله.



ولن ننسى دور ومناخ الترتيبات الأمنية، التي قام بها ولي العهد الأمين، الأمير محمد بن نايف، والتي حققت حقول توازن أمني داخلي وخارجي، يزرع الثقة في معطيات أرض تمد أذرعها لكل حليف صادق قوي بإيمانه بالمصالح المشتركة الدائمة.



وتتكامل الجهود بدور ولي ولي العهد الشاب محمد بن سلمان، الذي رسم أسس الرؤية العملاقة المتفائلة المستمرة حتى 2030، ولولا وضوحها، وتميزها لما كان من السهل عقد كل تلك الاتفاقيات الاقتصادية الاستراتيجية بمثل هذه السرعة والدقة، التي أدهشت العالم.



وقد أوضح وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أثناء المؤتمر الصحفي، المنعقد في نهاية اليوم الأول، وجود شراكة قوية بين السعودية وأمريكا، لأن العصر القادم عصر شراكة حضارات، وليس صراع حضارات كما كان.



وكم هو جميل توافق المرئيات السعودية والأمريكية حول مشاكل الشرق الأوسط، وإمكانية حلها بنظام الشراكة، بداية بقضية فلسطين، ومرورا بقضايا العراق، وسوريا، واليمن، وليبيا، وانتهاء بالتعامل مع غطرسة إيران، التي فلت زمامها في الحقبة الماضية، مما استلزم إعادتها إلى حجمها الطبيعي، بتجريم الإرهاب، الذي تتزعمه في المنطقة، ومعالجة نوازعها الخبيثة وأمانيها بنشر فكرها، وتصدير ثورتها، وزرع أحزابها وأعوانها في عمق الدول العربية والإسلامية

المجاورة.



الكاتب الأمريكي الشاب نيكولاس سباركس يصور لنا الاحتياج للأصدقاء بقوله: أفضل أن أمشي مع صديقي في الظلام على أن أمشي لوحدي في ضوء النهار.



@Shaheralnahari