سلمان لترمب: نبادلكم المشاعر السامية في التعاون البناء لنبذ التطرف ترمب لسلمان: والدكم سيكون فخورا وهو يراكم تحافظون على تركته

الملك مخاطبا القمة العربية الإسلامية الأمريكية: نظام إيران رأس حربة الإرهاب.. وسنقضي على داعش
الملك مخاطبا القمة العربية الإسلامية الأمريكية: نظام إيران رأس حربة الإرهاب.. وسنقضي على داعش

الاحد - 21 مايو 2017

Sun - 21 May 2017

أسست القمة العربية الإسلامية الأمريكية التي احتضنتها السعودية أمس، برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز والرئيس دونالد ترمب، لعقد شراكة تاريخية جديدة بين العالمين الإسلامي والغربي، وركزت على عدد من المقاربات الرامية إلى تحقيق النصر في المعركة على الإرهاب، وذلك عبر تحصين المجتمعات، والتصدي للتدخلات الإيرانية، وحل القضية الفلسطينية، وقيادة حرب فكرية على الفكر المتطرف بالتوازي مع الحرب الأمنية والعسكرية.



واشتمل خطاب الملك سلمان بن عبدالعزيز الذي ألقاه في افتتاح القمة العربية الإسلامية الأمريكية على عدد من المضامين التي تشرح الطريقة التي انتهجها بعض المنتسبين للإسلام لتشويه الدين الحنيف، فيما وجه خادم الحرمين إدانة قوية لأي مسعى يرمي للإضرار بعلاقات الدول الإسلامية مع الدول الصديقة، وفرز الشعوب والدول على أساس ديني أو طائفي، عادا تلك الأفعال البغيضة نتيجة محاولات استغلال الإسلام كغطاء لأغراض سياسية تؤجج الكراهية والتطرف والإرهاب والصراعات الدينية والمذهبية، كما يفعل النظام الإيراني والجماعات والتنظيمات التابعة له مثل حزب الله والحوثيين، وكذلك تنظيمي داعش والقاعدة وغيرهما.



وعد الملك سلمان النظام الإيراني رأس حربة الإرهاب العالمي منذ ثورة الخميني حتى اليوم، لافتا في سياق خطابه إلى اعتقاد النظام الإيراني بأن صمت السعودية على أطماعه التوسعية وممارساته الإجرامية هو من باب الضعف وأن حكمتها في التعاطي مع الأمور تراجع، حتى فاض الكيل من ممارسات النظام العدوانية وتدخلاته كما حصل في اليمن وغيرها من دول المنطقة.



وفيما أكد الملك سلمان بن عبدالعزيز عزم بلاده في القضاء على تنظيم داعش وغيره من التنظيمات الإرهابية، أزاح النقاب عن إطلاق مركز عالمي لمكافحة الإرهاب، لنشر مبادئ الوسطية والاعتدال ومواجهة التغرير بالصغار وتحسين الأسر والمجتمعات ومقارعة حجج الإرهابيين، لافتا إلى أن تبني البلاد رؤية 2030 يأتي في إطار الإيمان بأن القضاء على الإرهاب لا يكون بالمواجهة المباشرة فقط بل بالتنمية المستدامة أيضا.



وشدد خادم الحرمين الشريفين كذلك على أن تحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين مطلب عادل وضروري ويتطلب تضحيات مشتركة وعزيمة صادقة من أجل مصلحة الجميع، مفيدا بأنه يتعين على المجتمع الدولي تكثيف الجهود لحل الأزمة السورية بما يحقق تطلعات الشعب السوري ويحفظ وحدة سوريا وسيادتها.



وفيما يلي نص كلمة خادم الحرمين:



قمة غير مسبوقة



فخامة الرئيس دونالد ترمب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية الصديقة؛ أصحاب الجلالة والفخامة والسمو:



أحييكم في بلدكم الثاني المملكة العربية السعودية، وليسمح لي قادة العالمين العربي والإسلامي، أن أرحب بفخامة الرئيس الصديق دونالد ترمب، رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، في قمة تاريخية غير مسبوقة، تنعقد في وقت شديد الأهمية، وبالغ الخطورة.



شركاء محاربة التطرف



إن لقاءنا هذا بفخامة رئيس الولايات المتحدة الأمريكية التي تربطها بالكثير من دولنا أواصر الصداقة والعلاقة الوطيدة يجسد اهتمام فخامته وحرصه على

توثيق التعاون والاستمرار في تنسيق المواقف بمختلف المجالات، وله دلالة كبيرة على أن دولنا العربية والإسلامية، المجتمعة اليوم وقد بلغت خمسا وخمسين دولة، ويتجاوز عدد سكانها المليار ونصف المليار نسمة، تعد شريكا مهما في محاربة قوى التطرف والإرهاب، وفي تحقيق الأمن والاستقرار والسلم العالمي، ويحمل فخامته في جعبته الكثير من الآمال والطموحات للتعاون مع العالمين العربي والإسلامي.



وإننا إذ نتقدم بالشكر والتقدير لفخامته لاستجابته للحضور والمشاركة في هذه القمة لنؤكد سعادتنا وامتناننا باختياره بلادكم المملكة العربية السعودية وقمتكم هذه كأول رحلة ومشاركة خارجية لفخامته، مما يعكس ما يوليه فخامته وبلاده من اهتمام في قمتكم المباركة، كما نؤكد في الوقت ذاته أننا نبادله نفس المشاعر السامية في التعاون البناء لنبذ التطرف والعمل على مكافحة الإرهاب بكافة صوره وأشكاله وتجفيف منابعه وإيقاف كل سبل تمويله أو نشره والوقوف بحزم في التصدي لهذه الآفة الخطيرة على الإنسانية جمعاء.



ونجتمع اليوم في هذه القمة لنعبر عن الجدية في اتخاذ الخطوات الحثيثة لتعزيز شراكة حقيقية مع الولايات المتحدة الأمريكية الصديقة بما يخدم مصالحنا المشتركة ويسهم في تحقيق الأمن والسلام والتنمية للبشرية كلها وهو ما يؤكده ديننا الإسلامي الحنيف.



الإسلام دين الرحمة



أيها الإخوة والأصدقاء الأعزاء:

إن مسؤوليتنا أمام الله ثم أمام شعوبنا والعالم أجمع أن نقف متحدين لمحاربة قوى الشر والتطرف أيا كان مصدرها، امتثالا لأوامر ديننا الإسلامي الحنيف، لقد كان الإسلام وسيبقى دين الرحمة والسماحة والتعايش تؤكد ذلك شواهد ناصعة، ولقد قدم الإسلام في عصوره الزاهية أروع الأمثلة في التعايش والوئام بين أتباع الأديان السماوية والثقافات، لكننا اليوم نرى بعض المنتسبين للإسلام يسعى لتقديم صورة مشوهة لديننا، تريد أن تربط هذا الدين العظيم بالعنف.



نقول لإخواننا وأخواتنا وأبنائنا وبناتنا من المسلمين في كل مكان، بأن أحد أهم مقاصد الشريعة الإسلامية هو حفظ النفس، وأن لا شرف في ارتكاب جرائم القتل، فالإسلام دين السلام والتسامح، وقد حث على إعمار الأرض وحرم التهلكة والإفساد فيها، واعتبر قتل النفس البريئة قتلا للناس جميعا، وأن طريقنا لتحقيق مقاصد ديننا والفوز بالجنة هو في نشر قيم الإسلام السمحة التي تقوم على السلام والوسطية والاعتدال وعدم إحلال الدمار والإفساد في الأرض.



إيران رأس حربة الإرهاب



وإننا جميعا شعوبا ودولا، نرفض بكل لغة، وندين بكل شكل الإضرار بعلاقات الدول الإسلامية مع الدول الصديقة، وفرز الشعوب والدول على أساس ديني أو طائفي، وما هذه الأفعال البغيضة إلا نتيجة محاولات استغلال الإسلام كغطاء لأغراض سياسية تؤجج الكراهية والتطرف والإرهاب والصراعات الدينية والمذهبية، كما يفعل النظام الإيراني والجماعات والتنظيمات التابعة له مثل حزب الله والحوثيين، وكذلك تنظيمي داعش والقاعدة، وغيرها.

فالنظام الإيراني يشكل رأس حربة الإرهاب العالمي منذ ثورة الخميني حتى اليوم، وإننا في هذه الدولة منذ 300 عام لم نعرف إرهابا أو تطرفا حتى أطلت ثورة الخميني برأسها عام 1979م.



لقد رفضت إيران مبادرات حسن الجوار التي قدمتها دولنا بحسن نية واستبدلت ذلك بالأطماع التوسعية والممارسات الإجرامية والتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى ضاربة بالقانون الدولي عرض الحائط ومخالفة مبادئ حسن الجوار والعيش المشترك والاحترام المتبادل.



وقد ظن النظام في إيران أن صمتنا ضعف، وحكمتنا تراجع حتى فاض بنا الكيل من ممارساته العدوانية وتدخلاته كما شاهدنا في اليمن وغيرها من دول المنطقة.



نقول ذلك ونحن نؤكد في الوقت ذاته على ما يحظى به الشعب الإيراني لدينا من التقدير والاحترام فنحن لا نأخذ شعبا بجريرة نظامه.





معاناة السعودية مع الإرهاب



لقد عانت المملكة العربية السعودية طويلا، وكانت هدفا للإرهاب، لأنها مركز الإسلام وقبلة المسلمين، ويسعى الفكر الإرهابي لتحقيق شرعيته الزائفة وانتشاره من خلال استهداف قبلة المسلمين ومركز ثقلهم.



ولقد نجحنا ولله الحمد في التصدي للأعمال الإرهابية وأحبطنا محاولات إرهابية كثيرة، وساعدنا الأشقاء والأصدقاء في دول العالم في تجنب مخططات

تستهدف نسف أمنهم وتدمير استقرارهم.



لا تهاون مع ممولي الإرهاب



أيها الإخوة والأصدقاء الأعزاء:



امتدادا للجهود المبذولة في محاربة الإرهاب أبرمت دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية اليوم اتفاقا تاريخيا مع الولايات المتحدة الأمريكية على اتخاذ إجراءات صارمة لاستهداف تمويل الإرهاب، وذلك بتأسيس مركز في مدينة الرياض لاستهداف تمويل الإرهاب، ونتطلع إلى انضمام المزيد من الدول إلى المركز مستقبلا وسيكون هذا الاتفاق أنموذجا يحتذى به، وهو مبني على جهودنا القائمة في هذا الصدد، وإنني أؤكد باسم إخواني قادة الدول الإسلامية المجتمعين بأننا لن نتهاون أبدا في محاكمة كل من يمول أو يدعم الإرهاب، بأي صورة أو شكل، وستطبق أحكام العدالة كاملة عليه.



سنقضي على داعش



فخامة الرئيس الصديق

أيها الإخوة والأصدقاء الأعزاء:



استمرارا في حربنا ضد الإرهاب نؤكد عزمنا في القضاء على تنظيم داعش، وغيره من التنظيمات الإرهابية، أيا كان دينها أو مذهبها أو فكرها، وهو ما دعانا جميعا إلى تشكيل (التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب) في خطوة رائدة لمحاصرة الإرهاب.



إن الإرهاب نتيجة للتطرف وفي ظل الحاجة لمواجهته نعلن اليوم إطلاق (المركز العالمي لمكافحة التطرف)، الذي يهدف لنشر مبادئ الوسطية والاعتدال

ومواجهة التغرير بالصغار وتحصين الأسر والمجتمعات ومقارعة حجج الإرهابيين الواهية بالتعاون مع الدول المحبة للسلام والمنظمات الدولية.



المواجهة المباشرة لا تكفي



أيها الإخوة والأصدقاء الأعزاء:

إن القضاء على الإرهاب لا يكون بالمواجهة المباشرة فقط بل إن التنمية المستدامة هي جرعة التحصين الناجح بإذنه تعالى وهو ما تجسده رؤية المملكة العربية السعودية 2030 في جوانبها المختلفة من الحرص على استثمار الشباب وتمكين المرأة وتنويع الاقتصاد وتطوير التعليم، وبدون شك فإن المملكة العربية السعودية تدعم وتشجع كل توجه لدى الدول الشقيقة والصديقة يهدف إلى تفعيل التنمية المستدامة في بلدانهم.



كما أننا نشدد على أن تحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين مطلب عادل وضروري ويتطلب تضحيات مشتركة وعزيمة صادقة من أجل صالح

الجميع، كما أنه يتعين على المجتمع الدولي تكثيف الجهود لحل الأزمة السورية بما يحقق تطلعات الشعب السوري ويحفظ وحدة سوريا وسيادتها.



أصحاب الجلالة والفخامة والسمو:

إن آمال شعوبنا وطموحاتهم كبيرة ومسؤولياتنا لتحقيق هذه الطموحات جسيمة، لكن همتكم وحرصكم واهتمامكم سيجعلنا نواجه هذه المهام بعزم وحزم ونحن عازمون - بإذن الله - على التمسك بالتنمية كهدف استراتيجي لمواجهة التطرف والإرهاب وتوفير الحياة الرغيدة.



وفقنا الله جميعا وسددنا بما فيه الخير لشعوبنا.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.