السعودي في أمريكا.. والأمريكي في السعودية

الاحد - 21 مايو 2017

Sun - 21 May 2017

تقدمت الولایات المتحدة دول العالم في استقبال المبتعثین السعودیين ضمن برنامج خادم الحرمین الشریفین للابتعاث الخارجي، بنسبة 30%، فيما یبلغ إجمالي الدارسین السعودیین بالجامعات الأمريكية أكثر من 125 ألفا من المبتعثین والمبتعثات ومرافقیھم، والدارسین على حسابھم الخاص، والموظفین المبتعثین.



السعودي يعد نموذجا مثاليا على الاندماج الأمثل مع الثقافة الأمريكية، فقد عاش هناك منذ وقت طويل، وبلغ عدد السعوديين المولودين بأمريكا 96.783 حتى عام 2015، بحسب الموقع التابع لمكتب تعداد الولايات المتحدة، وهو ما يدل على تكيف السعودي التام في الولايات المتحدة، وتمكنه من إقامة الشعائر الدينية وتغلبه على عوائق اللغة واختلاف شكل الحياة وصولا حتى الطعام.



فعل السعودي حضوره وذاته ليشارك في أغلب المنتديات العلمية والعملية، وبادر بإنشاء مجتمعه الخاص المتحضر، المحافظ على هيكلته الطيبة مع نكهة الاختلاف الأمريكية، ملتزما بأصالته.



وعندما يصل السعودي إلى أمريكا سيتخفف تماما من المظاهر والمناسبات الاجتماعية المتكلفة، وأعباء رضا الآخرين، ما يسمح له بالحصول على المزيد من الوقت للتفكير في نفسه وفي أفكاره وقناعاته، والتركيز على الإنجاز.



في كل الأحوال فإن ميول السعودي وهواياته وحتى تفكيره قد يتخذ منحى مغايرا عما كان عليه في السابق، ويكون أكثر خبرة وتجارب في الحياة، متمسكا بابتسامته وسعة صدره وسخريته، التكيف ونمط العيش يستطيع المرور ما بين هذه الصفات.



اليوم، السعودي في أمريكا نموذج يحتذى به، قدوة ومثال على الكفاح والطموح، ينشر السلام ويصنع مستقبلا أجمل.



الأمريكي في السعودية

يعد خليط السعودية من تقاليد وثقافات مختلفة مؤثرا مهما لمساعدة الأجانب على التكيف، والاستكشاف، خاصة عندما تتاح لهم فرص عمل في السعودية.

فقد كان لصناعة النفط اليد الكبرى في ازدهار البلاد، ومنذ أول بقعة زيت تطفو على السطح والأمريكي موجود بالسعودية، يتنقل بين المدن ويسكن في الصحراء، يعيش المناخ نفسه ويجرب العادات ذاتها.



يرى الأمريكيون السعودية بلدا مزدهرا وكبيرا لكن دون نهر، وذكر أغلب العاملين الأمريكيين في السعودية أن "السعودية بلد آمن ومستقر، وثلث سكانه من المغتربين". وقد أسس الكثير من الأمريكيين حياة كاملة في السعودية، وبدؤوا طريقهم بالتكيف ثم امتد إلى التعايش، ومن ثم عاش ذكريات رائعة وتعرف بشكل أعمق على ثقافة البلد والانغماس الكامل مع البيئة المحيطة.



ذكرياتهم عادة تتعلق بزيارة مدائن صالح، جبل قارة في الأحساء، حي البجيري في الدرعية، قلعة وادرين في تبوك، وغالبا ما ذكروا أنهم اكتشفوا أن الصورة الخارجية والمتداولة لا تشبه أبدا صورة المملكة الحقيقية، فمن كان بالداخل لامس الأشياء وتحسس حقيقتها، بينما من كان بالخارج فهو يصدق ما يسمع دون التأكد من حقيقته.



حديث الأمريكيين اليوم عن السعودية مختلف بحسب "Expat"، لديهم صداقات وعادات اكتسبوها خلال تجربتهم، وفي كل فترة يصل أشخاص جدد لظروف متفاوتة وتبدأ قصة جديدة مع السعودية، وبمجرد وصولهم فإن الصورة الموجودة في أذهانهم تتلاشى كليا، وتتحول تدريجيا إلى صورة أبسط وأوسع وأكثر حرية.