شاهر النهاري

عين دامية تنظر لقمم الرياض الثلاث

السبت - 20 مايو 2017

Sat - 20 May 2017

تختلف نظرات العالم للمشهد التاريخي الجميل، الذي يحدث في السعودية في هذا اليوم المشهود، والذي تحتضن فيه الرياض بفسائل نخيلها رئيس الدولة الأعظم حضورا وتواجدا في المشهد السياسي، والاقتصادي العالمي.



بعض الأعين محبة للمملكة تشعر أن ما يحدث فيها يهمها ويسعدها بنفس القدر، الذي تنبض به مهجة الرياض.



وبعضها تشارك بنسب مختلفة تتدرج وحسب فائدتها المرجوة من هذا التجمع السياسي، والأمني، والاقتصادي والعسكري.



ومن زاوية بعيدة تظل العين الأكثر حسرة، في طهران تنظر حمراء مشتتة، يطويها الحقد والحسد، حيث إن ما يحصل يصب في عكس ما كانت تتوقعه، وما كانت تخطط له طوال الأربعة عقود الماضية من شرور تبتدئ ولا تنتهي، بتقية مريضة، وإصرار على سيادة الشر، حتى لا يعود أحد يقدر على صده.



إنها عين إيران الواهمة، والتي تجد نفسها اليوم منبوذة من أهم تجمع إسلامي أخوي يحدث في عصرنا، بحضور تسعة وأربعين دولة إسلامية، جاءت إلى الرياض حبا وطوعا، وكلها أمل في أن تكون جزءا شريكا من قرارات الدول المسلمة المتحالفة، في مواجهة الإرهاب أيا كان مصدره ونوعيته وسببه.

الوضع الإيراني اليوم تعيس، فكل الأمور تسير عكس تصوراتها، إن لم نقل عكس أوهامها، وتعريف الإرهاب الجديد، لن يكون فقط قاعديا وداعشيا كما كان يشار إليه في السابق، لأن النية قوية ومن خلال اجتماع قمة إسلامية كهذه، أن يتم تحجيم جميع ما تقوم به إيران من إرهاب عالمي، ضمن دستور دولة تؤمن بتصدير الثورة الخمينية، والسعي بارتكاب كل ظلم وقبح ومجازر عالمية، حتى يعود الإمام المهدي ويحكم الأرض بالعدل!



دولة شر تمد أياديها إلى معظم دول الجوار، مما جعل منطقة الشرق الأوسط بؤر دمار ودماء وخرابات وخوف.



العراق يمر في منطقة التيه منذ سقوط بغداد وحتى يومنا، ويمضي للتشظي والتشتت، بعد أن قامت إيران بتلبيس الإرهاب هناك بشعارات وطنية كاذبة (ميليشيات ولجان القوات الشعبية)، التي كانت تعمل بنوايا عنصرية يقصد بها نحر وتهجير المواطنين من أهل السنة عن أرض الرافدين.



ولو نظرنا لما يحدث في سوريا، وكيف تدخل الملالي في تعميق مأساتها بقوات حزب الله الإيراني الصنع والفكر والدعم، لعرفنا كيف أن الإرهاب يظل صنعة إيرانية بتميز، وأنه قد آن له أن يزول.

حزب الله الذي نخر في كيان وحدة الدولة اللبنانية، ليكون إرهاب حزب على كيان الحكومة، التي فتك بها إرهاب طهران، وشوه أحوالها.



وإن نظرنا لما يحدث في اليمن، على يد عناصر الحوثي، الذنب الإيراني القصير، لشاهدنا واجهة أخرى للإرهاب، وإن كان المصدر للإرهاب واحدا.



وحدث ولا حرج بمحاولات التدخل الثقافي، والعقائدي، والتواجد الإرهابي في ليبيا ومصر، والبحرين، والكويت، وبقية الدول العربية المسالمة.



عين إيران، وهي تنظر لما يحدث في الرياض دامية، يسيل منها دمع الخوف، فقد أظهر الرئيس الأمريكي ترمب نواياه نحوها، ونحو إرهابها حتى قبل توليه الحكم قبل عدة أشهر، ولمح إلى ضرورة تسجيل الحرس الثوري كجماعة إرهابية، وتجريم صواريخها الباليستية الخارجة عن القوانين، والحيلولة دون وجود مفاعلها النووي، الذي أصبح مشروعا لتصنيع الإرهاب العالمي بنوايا الفتك بالدول المجاورة والبعيدة.



@Shaheralnahari