اليد السعودية والمهارة الأمريكية تصافحان شراكة القرن الـ21 الاقتصادية

الرياض تطلق مركزا للخصخصة.. وتؤكد لواشنطن: سنكون قلعة للاستثمار ولن نتخلى عن قيادتنا للنفط
الرياض تطلق مركزا للخصخصة.. وتؤكد لواشنطن: سنكون قلعة للاستثمار ولن نتخلى عن قيادتنا للنفط

الاحد - 21 مايو 2017

Sun - 21 May 2017

u0639u0644u0649 u0647u0627u0645u0634 u0627u0644u0645u0646u062au062fu0649                                                               (u0632u064au0627u062f u0627u0644u0631u0632u064au0632u0627u0621)
على هامش المنتدى (زياد الرزيزاء)
اتسمت الحوارات والنقاشات بين وزراء الحكومة السعودية وقطاع الأعمال الأمريكي أمس بالشفافية المطلقة، فكلا الجانبين كانت له آراؤه الخاصة في كيفية تعظيم الاستفادة من الشراكة الاقتصادية بين الرياض وواشنطن بما يدفع المستثمرين لإطلاق العنان لاستثماراتهم في الشرايين الاقتصادية بكلا البلدين.



وفي مسعى لاستمالة رؤوس الأموال الأمريكية، أغرى الوزراء السعوديون المشاركون في الجلسة الافتتاحية للمنتدى السعودي الأمريكي، الرؤساء التنفيذيين لكبريات الشركات الأمريكية بالممكنات الجديدة التي مهدت الطريق لها رؤية 2030، في ظل تمتع الرياض بقيادات شابة، وأيد ماهرة، ممكن أن تحدث الفرق لأي استثمار يقام على أراضي البلاد.



وقبل ذلك، اعتبر وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية المهندس خالد الفالح في افتتاح أعمال المنتدى السعودي الأمريكي الذي أقيم أمس برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، أن اختيار الرئيس الأمريكي دونالد ترمب للسعودية كأول دولة في جولته الخارجية الأولى، يبين مدى اهتمام الإدارة الأمريكية بالتعاون والشراكة مع السعودية، داعيا قطاع الأعمال الأمريكي بأن يكونوا جزءا من برنامج التحول الوطني ورؤية 2030 لخلق شراكة جديدة في القرن الـ21.



وعد الفالح العلاقات التجارية والاستثمارية جزءا من الشراكة بين بلاده والولايات المتحدة الأمريكية، متعهدا بمواصلة العمل لجعلها في مكان أفضل، لافتا إلى أن هناك عددا من الفرص لأخذ العلاقات بين البلدين إلى مستويات أعلى.



4 موائد مستديرة

وعقد قطاعا الأعمال السعودي والأمريكي بمشاركة مسؤولين حكوميين من الجانبين 4 موائد مستديرة، ركزت على موضوعات الخصخصة والإصلاحات، وبناء القدرات الصناعية، وممكنات الشراكة السعودية الأمريكية، وفرص الشراكة بين البلدين في قطاع الصناعة، وذلك وفقا لما أفصحت عنه سيدة الأعمال السعودية لبنى العليان التي شاركت الوزراء في جلسة حوارية مفتوحة.



من جهته، تعهد المدير التنفيذي لداو كيمكال أندرو لافرز والذي شارك هو الآخر وزراء الحكومة السعودية في أول جلسات المنتدى، أن يسعى قطاع الأعمال الأمريكي في مساعدة السعودية لتحقيق ما لديها من خطط طموحة تتمثل في برنامج التحول الوطني ورؤية 2030، بما يساعد في تعظيم الاقتصاد وتوفير فرص العمل، منبها إلى أن الأمر يستدعي عملا من الطرفين، يفضي إلى خطوات ملموسة. وقال «لا نريد الحديث فقط ولكننا نحتاج إجراءات على الأرض»، كاشفا عن تأسيس مجلس تنفيذي سيكون معنيا بمجابهة التحديات كافة، لخلق علاقة اقتصادية متعددة الجوانب بين الطرفين.



أمة شابة عمرها 85 عاما

وأمام الصراحة الأمريكية التي أبداها مدير داو كيمكال التنفيذي، استخدم وزير التجارة والاستثمار الدكتور ماجد القصبي ذات اللغة في مخاطبته لقطاع الأعمال الأمريكي، وتحدث مطولا عن رؤية 2030 وكيف أنها تعد نقلة نوعية في تاريخ بلاده لنقلها من دولة تعتمد على النفط إلى دولة تعتمد على اقتصاد السوق. وقال في سياق مخاطبته للمستثمرين الأمريكيين «نحن أمة شابة عمرها 85 عاما فقط، غالبية السكان من الشباب، لدينا الكوادر، والسوق مفتوح، ومجتمعنا حيوي، ولدينا قيادة شابة، لذلك أريد أن أقول من فضلكم لا بد أن نكون منفتحين اليوم وهذا هو الغرض من أجل الوصول إلى عملية تحسين أفضل».



وأكد القصبي أن الحكومة تعمل على تسهيل كل البيروقراطيات، ومراجعة الأنظمة والتشريعات كافة الخاصة بالبيئة المحفزة للاستثمار والاقتصاد، مبينا أن الهدف من ذلك هو تمكين الشركات الأمريكية من الاستثمار بشكل أكبر في السعودية لكي يكون الأمر مفيدا ومربحا للجانبين.



موارد طبيعية ويد عاملة

وشاركه الرأي زميله المهندس خالد الفالح، مشددا على امتلاك بلاده للموارد الطبيعية والثروات المعدنية واليد العاملة المؤهلة والبيئة الممكنة والمحفزة، مما يسمح لأي شركة تسعى للربح أن تستمر وتزدهر، موضحا أن لدى بلاده عددا من الفرص في مجالات الطاقة والرعاية الصحية.



وتمنى الوزير الفالح على قطاع الأعمال أن يغير من عقلية التفكير التي تطرح مقاربة «أعطني نفطا لكي أكون معك هنا»، داعيا إياهم لاستغلال المميزات التي تقدمها رؤية 2030، مبينا أن بلاده لن تتخلى عن النفط والغاز، بل هي قائدة له، ولكنها تحاول أن تعزز إسهامات الصناعة وكل أنواع المصفوفات الخاصة بالتصنيع وتوفير المنصات اللوجتسية وغيرها.



ولادة مركز للخصخصة

من جهته، استخدم وزير المالية محمد الجدعان لغة الأرقام في سياق تحفيزه لقطاع الأعمال الأمريكي للمشاركة إلى جانب السعودية في تحقيق رؤيتها 2030، مفيدا أن أحد أهم أهدافها رفع إسهامات القطاع الخاص إلى 65% من الناتج المحلي الإجمالي، لافتا إلى أن ذلك يتطلب أن يؤدي القطاع الخاص دوره في خطط الخصخصة، معلنا عن أن النقاشات التي جرت طيلة الـ15 شهرا الماضية تمهد لولادة مركز للخصخصة سوف يكون له مجلس إدارة وأطر مرجعية لأفضل الممارسات، سيتم تدشينه قريبا.



وأعلن الجدعان أن اهتماما عالي المستوى لمعالجة كل التحديات المتعلقة بالقطاع الخاص، وأن هناك مكاتب تم إنشاؤها من الديوان الملكي لهذا الأمر، وذلك بهدف جعل منح التراخيص بشكل أفضل ودعم الخبرة الصناعية والتخلص من البيروقراطية ومراجعة شروط منح القروض، وعملية نقل الخبرة الفنية وتقديم الدعم الفني.



مشاريع مع سوفت بنك

بدوره، كشف العضو المنتدب لصندوق الاستثمارات العامة ياسر الرميان بعضا من توجهات الصندوق لقطاع الأعمال الأمريكي، مؤكدا سعيه لتنويع الاقتصاد السعودي وألا يكون معتمدا بشكل أساسي على النفط، لافتا إلى أن الاستراتيجية الجديدة تركز على مصادر مختلفة من الاستثمارات الأجنبية والمحلية، مفيدا أن الصندوق سيضخ الأموال في الخارج بعدد من المحافظ الاستثمارية العالمية وأدوات الدخل الثابت بينما سيستثمر محليا في مشاريع لتطوير الصناعات بما ينسجم مع الإصلاحات الاقتصادية السعودية.



وعد الرميان، صندوق الاستثمارات أحد الممكنات الرئيسية لرؤية 2030، مفصحا عن وجود مشاريع ضخمة مع مجموعة سوفت بنك، وأن هناك توجها للإعلان عن بعض الشراكات الأخرى، لافتا إلى أن عملية بيع حصة من أرامكو ستوفر تدفقا نقديا سيتم استثماره في الجانب التنموي، مبينا أن أحد أهم أهداف الصندوق تنويع مصادر الدخل وتحويل السعودية لقلعة استثمار للمنطقة.



كيف أجاب الوزراء عن سؤال:

ما أكبر تحديات رؤية 2030؟

الذي يصنع التقدم في أي مؤسسة هم البشر، كما أن الهيئات الحكومية تواجه تحديا خاصا يتمثل بضرورة مواكبة نفس السرعة التي تتطلب تحقيق الهدف

ماجد القصبي



الموارد البشرية أكبر فرصة وتمثل تحديا في الوقت نفسه، فـ70% من السكان شباب، ولدينا أعداد كبيرة يتمتعون بمواهب عالية

خالد الفالح



أكبر تحد اختيار أفضل المبادرات التي طرحت أمامنا، وكلها تعتبر مهمة جدا، أتمنى أن يكون لدي المزيد من الوقت والكثير من الشباب

محمد الجدعان



التحدي الأكبر تغيير الوضع الحالي، واستطعنا القيام بذلك، المتبقي عملية التنفيذ فقط

اسر الرميان