سلمان وترمب يكتبان تاريخا جديدا لحلف عتيد

الرياض وواشنطن تتفقان على عزل روحاني.. ودعم سعودي لمقاربة الرئيس الأمريكي بشأن القضية الفلسطينية
الرياض وواشنطن تتفقان على عزل روحاني.. ودعم سعودي لمقاربة الرئيس الأمريكي بشأن القضية الفلسطينية

الاحد - 21 مايو 2017

Sun - 21 May 2017

كتب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز والرئيس دونالد ترمب تاريخا جديدا للعلاقات بين الرياض وواشنطن، وذلك عقب توقيعهما أمس على إعلان رؤية استراتيجية شاملة بين البلدين، ودفعهما بعدد من الاتفاقيات في المجالات الدفاعية والتجارية والاستثمارية والسياسية بقيمة إجمالية تقدر بـ280 مليار دولار.



واعتبر وزيرا الخارجية عادل الجبير والأمريكي ريكس تيلرسون توقيع الزعيمين على هذه الرؤية بأنه يوم تاريخي في العلاقات بين الدولتين، وذلك خلال مؤتمر صحفي عقداه عقب نهاية القمة السعودية الأمريكية.



وشدد الجبير على أن إعلان الرؤية الاستراتيجية الثنائية التي وقع عليها الملك سلمان والرئيس ترمب، يضع لبنة لعلاقة استراتيجية بين الرياض وواشنطن، فيما بدا متأكدا أن العلاقات سوف تتطور لتكون أقوى من ذي قبل، وترفع من جهود التصدي للتطرف العنيف ومكافحة الإرهاب وتمويله، وزيادة البنية الدفاعية بما يخدم مصالح البلدين أولا، ومصالح الأمتين العربية والإسلامية ثانيا.



وطبقا للجبير، فإن الاتفاقيات التي تم توقيعها أمس برعاية الملك سلمان والرئيس ترمب، تتصل بموضوعات التجارة والاستثمار والتعليم والتكنولوجيا، وتسمح لتعزيز المصالح المشتركة والتعامل مع التحديات التي تواجه كلا من السعودية والولايات المتحدة، عبر اتفاقيات غير مسبوقة، متوقعا أن تنفذ تلك الاستثمارات على مدار الـ10 سنوات المقبلة، بما يسهم في توفير مئات الآلاف من الوظائف وتوطين التكنولوجيا وتعزيز الاستثمارات الأمريكية في السعودية.



وحضرت الملفات السياسية على طاولة بحث الملك سلمان والرئيس ترمب خلال القمة التي عقداها ظهر أمس. وأمام ذلك وصف وزير الخارجية تلك المباحثات بأنها كانت جيدة جدا وواسعة النطاق، وناقشت كل التحديات التي تواجهها المنطقة والعالم، وفي مقدمتها كيفية التصدي للإرهاب وتمويله والقضاء عليه، كما شملت المباحثات سبل التعامل مع أنشطة إيران المختلفة وضرورة ردعها وحملها على الالتزام بروح ونص الاتفاق النووي الذي أبرمته في إطار مجموعة (5+1)، وأهمية أن تتوقف طهران عن دعم الإرهاب، وأن تلتزم بقرار مجلس الأمن الدولي بخصوص الصواريخ الباليستية، وإنهاء تدخلاتها في شؤون الدول.



ولم يغب الملف السوري عن جملة المباحثات التي أجراها الزعيمان السعودي والأمريكي، في وقت أوضح الجبير أن القائدين بديا متفقين على ضرورة إحلال السلام بين الفلسطينيين، مشيرا إلى أن الملك سلمان بن عبدالعزيز قد عبر عن دعمه لمقاربة ترمب المتعلقة بإيجاد حل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، مفيدا أن الرياض مستعدة للتعاون مع واشنطن لإحلال السلام.



من جهته، قال وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون إن خطوة توقيع إعلان الرؤية الاستراتيجية بين بلاده والسعودية يأتي من أجل خلق شراكة جديدة للقرن الـ21 من أجل شرق أوسط ينعم بسلام من خلال تنمية التجارة والاقتصاد، وهو ما سيتم العمل عليه بشكل وثيق مع السعودية، لافتا إلى أن ذلك الإعلان بحاجة إلى حوار مستمر لتنفيذ الالتزامات التي تضمنها، عادا إياه رسالة قوية لأعداء البلدين ويعزز العلاقات ويحدد الطريق المستقبلي لهما.



واعتبر تيلرسون أن أمن السعودية من أمن الولايات المتحدة، وقال «الأمن الأمريكي يكون قويا عندما يكون الأمن السعودي قويا»، كاشفا عن مبادرة جديدة للتصدي لرسائل الإرهاب، كما أن هناك مقاربة جديدة لتجفيف منابع تمويل الإرهاب وتعزيز التعاون الدفاعي لبناء علاقة أمنية قوية إضافة إلى تعاون اقتصادي رفيع.



وعن تفاصيل الاتفاقيات الخاصة بتعزيز القدرات الدفاعية للسعودية والتي قدرها بـ109 مليارات دولار، لفت وزير خارجية واشنطن إلى أنها تشمل تعزيز أمن الحدود ومواجهة الإرهاب البحري، وأنظمة دفاع صاروخية، وأنظمة أمن الكتروني، وتحسين الاتصالات الدفاعية.



وقال تيلرسون إن حزمة الدفاع التي اتفق عليها البلدان، من شأنها تعزيز أمن السعودية والخليج، تحديدا ضد التهديدات الإيرانية، ما يعزز قدرة الرياض في الدفاع عن نفسها والمساهمة في التصدي للإرهاب في المنطقة، بما يساعدها على ردع التهديدات الإيرانية إن كان في سوريا أو اليمن أو المهددة لحدودها.



وبدا وزيرا خارجية السعودية وأمريكا متفقين على عدم فتح أي قنوات اتصال مع الجانب الإيراني في هذا الوقت حتى تغير طهران من سلوكها، وفي الوقت الذي عد الجبير إعادة انتخاب حسن روحاني رئيسا لإيران أنه مسألة داخلية، قال إن السعودية لا تنظر للأقوال بل للأفعال، فيما أمل نظيره الأمريكي من روحاني أن يعمل على تفكيك الشبكات الإرهابية التابعة لبلاده، وإنهاء ملف الصواريخ الباليستية وإعادة حق المواطنين الإيرانيين في إبداء حرية التعبير والتظاهر من أجل أن يتم النظر في فتح اتصالات معهم، وهو ما وافقه الجبير عليه.



وفي الموضوع اليمني، بدا الوزيران متفقين على أهمية عدم تمكين الحوثيين من مواصلة انقلابهم على الشرعية. وقال تيلرسون إن صفقات السلاح التي تم إبرامها مع السعودية ستمكنها من تنفيذ هجماتها بشكل دقيق ضد الأهداف العسكرية المشروعة، مشددا على ضرورة مواصلة الضغط عليهم عسكريا مع حمل كافة الأطراف للعودة إلى طاولة الحوار السياسي.



وقال الجبير في ذات الموضوع، إن بلاده لا يمكنها أن تجعل اليمن فريسة لإيران، لافتا إلى أن الحوثيين المدعومين من طهران أطلقوا 40 صاروخا باليستيا باتجاه الأراضي السعودية، متهما الإيرانيين بتشكيل أكبر منظمة إرهابية عرفها الوقت الحديث ممثلا بحزب الله اللبناني.



«إيران صنعت أكبر منظمة إرهابية في العالم، وهي حزب الله، ولن نسمح بأن يكون اليمن فريسة لها»

عادل الجبير



«على حسن روحاني أن يعمل على تفكيك الشبكات الإرهابية التابعة لبلاده، وإنهاء ملف الصواريخ الباليستية، وتمكين المواطنين الإيرانيين من حق التعبير».

ريكس تيلرسون



على ماذا اشتملت صفقات الـ109 مليارات الدفاعية؟

1 تعزيز أمن الحدود.

2 مواجهة الإرهاب البحري.

3 تزويد السعودية بأنظمة دفاع صاروخية.

4 تعزيز أنظمة الأمن الالكتروني.

5 تحسين الاتصالات الدفاعية.