محمد حطحوط

كيف تعافت العلاقات السعودية الأمريكية في أشهر؟

السبت - 20 مايو 2017

Sat - 20 May 2017

لا يمكن أن تدرك السبب للعنوان أعلاه حتى تضع معلومة (العلاقات السعودية الأمريكية) في سياقها التاريخي. علاقات السعودية فاترة مع الحزب الديموقراطي ومرشحيه (أوباما وكلينتون)، بينما العلاقة متينة مع الحزب الجمهوري (بوش وترمب)، لوجود قواسم اقتصادية وسياسية مشتركة ليس هذا مجال بحثها.



عند العودة للماضي، وتحديدا 1988، عندما كان بوش الأب في البيت الأبيض (جمهوري) كان التواصل فعالا ودخلت أمريكا مع السعودية في حربها ضد صدام حسين في حرب الخليج. لدرجة أن السفير السعودي الأمير بندر بن سلطان كسر البروتوكول وحضر مقر بوش الانتخابي، حيث لا يحضر سفراء الدول لفعاليات مثل هذه للحفاظ على موقف الدولة المحايد من كل الأطراف السياسية.



تلت بوش ثمان سنوات عجاف من الفتور السياسي بين البلدين في فترة كلينتون 1993- 2001، بل وصل الأمر من شدة البرود في العلاقات بين البلدين إلى أن بعض المؤرخين الأمريكان يقول: كان بالإمكان تفادي أحداث سبتمبر، لأن الاستخبارات السعودية كشفت مبكرا مخطط القاعدة لعمل إرهابي في أمريكا، ولضعف العلاقات كان التواصل الاستخباراتي ضعيفا!



ثم تأتي بعد ذلك حقبة بوش الابن 2001-2008، وبين عشية وضحاها تتعافى العلاقات وتعود الأمور لمجاريها، برغم أحداث سبتمبر، حيث مرت العاصفة بسلام نظرا لمتانة العلاقة بين البلدين، ثم انتكست الأمور مجددا عندما تولى أوباما دفة القيادة 2008، حيث اغتر البعض ببريق كلماته ووعوده في القاهرة في خطابه الشهير، لكن تكسرت كل الأحلام على حقيقة البرود في العلاقات بين البلدين مجددا، وكان ذلك واضحا، لدرجة أن أوباما عندما وصل الرياض في آخر فترة حكمه لم يكن في استقباله أحد، وكانت هذه صفعة قوية لرئيس أقوى دولة في العالم، وقد ذكرها الرئيس الأمريكي ترمب كثيرا في حملاته الانتخابية من باب المناكفة السياسية لأوباما. ثم ازدادت الحالة سوءا حين بدأ أوباما في عرقلة بعض الصفقات للأسلحة، كما خرج ذلك في صحف وقنوات أمريكية.



وفي غضون الأسابيع الأولى لحكم ترمب (جمهوري) في البيت الأبيض، تتعافى العلاقة وتبدأ الوفود الأمريكية والسعودية زرافات ووحدانا، كان آخرها سفر الأمير محمد بن سلمان المتكرر لواشنطن والذي مهد كثيرا لزيارة ترمب التاريخية للسعودية كما تقول مجلة التايم.



السعودية تحتاج أمريكا، لأنها أقوى دولة في العالم، ولأنها مختبر كبير لأحدث الصناعات والاختراعات، وأمريكا بنفس القدر والكمية تحتاج السعودية، لأنها تملك القلب الذي يحرك اقتصاد العالم (النفط)، ولأنها يهفو إليها مليار ونصف المليار حول العالم، حيث تتجه أبصارهم وأفئدتهم إلى الحرمين خمس مرات يوميا.



زيارة ترمب للسعودية تاريخية. هي تاريخية لأنها أول زيارة له خارج أمريكا، وهي تاريخية لأنه لم يسبق لرئيس أمريكي أن كانت محطته الأولى دولة مسلمة!



mhathut@