متحف الصابون يؤرخ لصناعة ترجع إلى ثلاثة قرون

السبت - 20 مايو 2017

Sat - 20 May 2017

u0645u062au062du0641 u0627u0644u0635u0627u0628u0648u0646                                                     (u0643u0648u0646u0627)
متحف الصابون (كونا)
في قلب صيدا القديمة حارة بأسقف معقودة على الطرف منها يقع متحف الصابون، والتي عرفت باسم (مالكة بنك عودة)، وتضم بيتا عائليا وعقدا من الأحجار الرملية، فضلا عن معمل لإنتاج الصابون البلدي التقليدي بالطريقة الحرفية اليدوية التي تعود للقرن الـ17.



يناهز عمر معمل الصابون ثلاثة قرون، ويعود الفضل في تأسيسه إلى عائلة حمود، وهي من أصول مغاربية، قبل أن تشتريه عائلة عودة عام 1880، والتي حافظت عليه كمعمل صابون حمل اسمها وتوارثه الأبناء والأحفاد حتى 1975 تاريخ اندلاع الحرب الأهلية في لبنان، حيث توقف عن العمل وهجره أصحابه قسرا بسبب الحرب، وللسبب نفسه سكنته عائلات نازحة من مناطق القتال.



وبعد انتهاء الحرب استرجع آل عودة المعمل عام 1996 وحولوه منذ ذلك الحين إلى متحف فخم يعبق برائحة الصابون المعروض للبيع بعد أن رمموه، مراعين الحفاظ على تراثية المكان ومعدات الشغل التقليدية من مواقد وقدور فخارية وأقنية الترقيد وأدوات تقطيع الصابون وآلة تسوية الشوائب، فضلا عن عينات من المواد الأولية التي كانت تدخل في صناعة الصابون، وهي زيت الزيتون ونبات صحراوي يحمل اسم «عشنان القلي» وصمغ «الاصطرك» العَطِر وحبات الغار والقطرونة والكلس.



ومن المعروضات أيضا أحذية العمال التي كانت تثبت فوق خشبة مسطحة تمكنهم من الدوس على فرشات الصابون دون إتلافه. وكذلك حفظوا المطبعات اليدوية التي تدمغ الصابونة باسم «عودة»، ومنها القديم الذي كان يحمل الاسم محرفا «عودي».



مديرة المتحف دانا موسى قالت «المتحف المؤلف من طبقتين أنشئ في القرن الـ17، ويحوي جناحا لعرض الغلايين الأثرية التي عثر عليها في المتحف خلال عمليات ترميمه. ورجح خبراء أن المعمل القديم كان يجاوره مقهى لتدخين الغليون بسبب وجود آثار تبغ محروق في داخل عدد من الغلايين المكتشفة».



وتوضح «المؤسسة تلعب دورا ثقافيا وفنيا أيضا، إذ جرى تحويل بيت العائلة الذي يعلو المتحف لاستضافة المعارض الفنية والمهرجانات الموسيقية وتنظيم عروض أفلام السينما».