من خطب الجمعة

السبت - 20 مايو 2017

Sat - 20 May 2017

اجتماع مبارك

«أيها القادة المجتمعون في الاجتماع المبارك الذي يجمع الأشقاء والأصدقاء، إنكم تجتمعون في القلب النابض للأمة العربية والإسلامية، حاملة لواء الإسلام، والاعتزاز بالدين، والذي يؤمن به هؤلاء القادة من العرب والمسلمين، فهي حاضنة مقدساتهم، وخادمتها، وراعيتها، والقائمة عليها. وهي الدولة التي تنتهج سياسة الحزم والعزم، وإعادة الأمل، تقوم عليها حكمة القيادة والدولة وهي سياسة حزم وقوة وأمل، لا يخدم الأمن الوطني فحسب، ولكنها تمثل أمن العرب والمسلمين أجمعين، وهي رافدة الاستقرار للعالم كله. أيها القادة المجتمعون: ليس أشد منعة من الإسلام، لأنه أساس شريعة هذه الدولة، ولله الحمد والمنة، وقوتها، والتفاف الناس حولها عربا ومسلمين. ينبغي أن يكون الطرح واقعيا، وأن توضع النقاط على الحروف، والتأكيد على أن التدخلات في المنطقة كان لها الأثر السيئ في تفاقم الصراعات الطائفية والدينية والقومية والعرقية، وغلبة المصالح الجزئية، والأحادية عليه، لا بد من لجم هذه الفوضى المسلحة والتي يقودها إرهابيون، ووقودها شباب أغرار، ومن ورائهم رعاة إرهاب، مما ساعد الجماعات المتطرفة على سهولة الاستقطاب في مناطق الصراع والنزاع. أيها القادة المحترمون: ينبغي أن يعلم العالم أن أمة الإسلام أمة تعتز بدينها، وهويتها، وقيمها، وثقافتها. أمة تقدر الإنسان، وتكرمه. وتقدر العلاقة الكريمة بين البشر. أمة تؤمن بالتنوع البشري والثقافي والحضاري. إن أمة الإسلام ترى أن الناس شركاء في عمارة الأرض، والتعاون مطلوب ومبذول اقتصاديا وسياسيا، وكل ميدان يخدم هذا الهدف الكبير النبيل، من أجل عمارة الأرض واستثمار مكوناتها، ومخزونها لصالح البشر جميعا، العدل والحق والصدق والسلام والمساواة والحوار البناء والتعاون والتسامح والتناصح هو أساس التعامل الصحيح، الآمن الراشد المصلح بين الأفراد، والمجتمعات والأمم والدول. وأمة الإسلام تريد السلام الحق والحرية الراشدة في سيادتها وأوطانها ودولها، وثرواتها، وتقرير مصيرها، واستقلالها في قرارها، وتدبر شؤونها ومصالحها ومستقبلها ومستقبل أجيالها. والعلاقة بين الدول والأمم هي الندية والاحترام المتبادل، والمحافظة على الأخلاق والقيم السامية، وسلامة البيئة، وتحقيق مفاهيم بشرية مشتركة، تعظم المشتركات، والكليات الجوامع بين البشر، وتحترم الخصوصيات».

صالح بن حميد - الحرم المكي



حياكة الدسائس

«شرع الله صيام رمضان ليس من أجل الجوع والعطش وإنما هو للتقوى، فالتقوى غاية مطلوبة، حيث إن الصوم من أفضل القربات وأجل الطاعات وأعظم المثوبات. إن رمضان شهر مغفرة وتعتق فيه الرقاب، وفرصة للمسلم حتى ينال المغفرة، فلا يندم المرء على ما مضى، وأن الله تعالى جعل الأمن مقرونا بالإيمان، قال تعالى»الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون»، والعبادة تحتاج إلى أمن وطمأنينة وسكينة، فالقلوب إذا فزعت وامتلأت بالرعب تعذرت العبادة، والله أسبغ علينا النعم في هذه البلاد وأكرمها بالأمن والأمان وجنبنا الفتن ولا يعرف ذلك إلا من اكتوى بنار فقده. والواجب الوقوف صفا واحدا على من تسول له نفسه تهديد أمن البلاد والعباد، أو أن يزرع الفتنة بين صفوفنا ووحدتنا، وكلما تهيأ المسلمون لموسم من مواسم دينهم حيكت لهم الدسائس، فمواسم أركان الإسلام شاهدة على ذلك. قال عز وجل (ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله فهل ينظرون إلا سنة الأولين)».

عبدالله البعيجان - الحرم النبوي