عبدالغني القش

إعلامنا.. وزير جديد.. هل يتغير؟!

الجمعة - 19 مايو 2017

Fri - 19 May 2017

إعلامنا ما زال دون مستوى التطلعات، فهو لم يحقق الطموحات، ولم يدخل أجواء المنافسات، ويعيش في عالم استثنائي، حتى زهد فيه البعض، راجيا له التعافي.



وكانت الجمل السابقة يرددها الكتاب، ولم تجد الآذان الصاغية ولا الاستجابة المطلوبة، مع تولي عدد من الوزراء رأس الهرم بهذه الوزارة التي تشكل عنصرا هاما في منظومة الوزارات.



وللوزارة عدد من القطاعات والإدارات، في الآونة الأخيرة تمت إعادة هيكلة الوزارة وتم إنشاء عدد من الهيئات (الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع، وهيئة وكالة الأنباء السعودية، وهيئة الإذاعة والتلفزيون، الهيئة العامة للثقافة) وغيرها، لكن الواقع يؤكد أن الحال لم يتغير كثيرا.



أما ما دعاني لكتابة هذا المقال فهو اللقاء الأخير الذي عقد هذا الأسبوع بين معالي وزير الإعلام المعين حديثا الدكتور عواد بن صالح العواد ورؤساء تحرير بعض الصحف الالكترونية، واعترف معاليه بوجود بعض الخلل، والتأخر في تطوير بعض التنظيمات التي تهتم بالإعلام الجديد داخل الوزارة.



وهذا الاعتراف هو محل تقدير، وأذكر تجربة مريرة عايشت فصولها، وذلك حين طلبت إحدى الصحف الالكترونية تصريحا لإقامة أول ملتقى للإعلام الالكتروني واستغرق إصدار التصريح ثلاث سنوات!

والمبهج هو مساحة الحرية التي أتاحها الوزير بقوله: العمل الإعلامي يقوم على الإبداع، ولا يمكن أن نقيد أي شخص داخل إطار معين، لا يتحرك خارجه ثم نطالبه بالإبداع.



ومن الجميل إدراك ما يدار في الإعلام المنافس والمعادي. وذكر الوزير صراحة أن سمعة المملكة أمانة في عنق كل فرد منا، وهناك تجمعات ودول تقف ضد المملكة وتبث سمومها، وتستغل كثيرا من الأخبار المحلية العابرة لصناعة حرب إعلامية من خلالها ضد المملكة، وتستغل من قبل أطراف خارجية وتقوم بفبركتها وتسوقها بطرق معينة.



ومطالبته الصريحة بإعلام مغاير بقوله: نريد إعلاما وطنيا صادقا، يبرز الدور الذي تعيشه المملكة العربية السعودية، ويظهر مكانتها الأمنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية التي لا يمكن أن تقارن بأي دولة أخرى في الشرق الأوسط، ولا بد أن يكون اسم المملكة أولا، ونعي جميعا أن سمعة المملكة أمانة.



ومن هنا أود الانطلاق لأقول نعم يا معالي الوزير نريد لإعلامنا أن يتحرك نحو المنافسة العالمية، لا تنقصنا الإمكانات ولا القدرات، فلِم لا ننافس وبقوة ليتبوأ إعلامنا مكانته اللائقة ومنزلته المستحقة؟



نتمنى أن يأتي اليوم الذي يقف فيه المواطنون السعوديون خلف شاشاتهم الوطنية المتعددة بقناعة أن ما يتناوله العالم هو ماثل أمامهم وبكل شفافية ومصداقية، ولا يبحثون عن قنوات ربما دست السم في العسل بزعمها أنها تصنع الحدث!



وكم كان رائعا ما ورد في ختام اللقاء: نريد إعلاما يبني ولا يهدم، يعزز من المنجزات ويؤكد عليها، ينتقد بحس وطني بلا تشنيع أو مبالغة، إعلام يضع رفعة الوطن ومقدراته نصب عينيه، ومن حق بلادنا علينا أن نبرز هذه المكانة بأسلوب إعلامي محترف.



وأرجو أن نضع تحت كلمة محترف خطوطا لا حصر لها، فالاحترافية هي سر النجاح، والنمطية والتقليدية هي أساس الفشل، وكانت كفيلة بالابتعاد.



ومن النادر أن أقرأ لوزير يقول: أنتم أهم من الوزير، لأنكم الصوت الحقيقي الذي يدافع عن الوطن، ويناقش قضاياه، فالوزير يأتي ويذهب، وأنتم الباقون، وأنا لا أجاملكم، فهذه حقيقة أنا مؤمن بها، ونحتاج لدعمكم لأنكم واجهة الإعلام الجديد، وأنتم من يصنع الرأي، وسنعمل سويا على التطوير للأفضل.



وقفشة أخيرة أختم بها مقالي بعد أن استبشرت كثيرا بهذه اللقاء بكلمة ذكرت صراحة «لا نريد إعلاما يطبل».



فبعد هذه الرسائل الهادفة والعبارات القوية، هل نأمل بتغيير جذري في جميع وسائل إعلامنا؟!