فواز عزيز

سعادة الحرباء

تقريبا
تقريبا

الأربعاء - 17 مايو 2017

Wed - 17 May 2017

• تعجز أحيانا عن فهم بعض «المسؤولين»، لأنك في كل مرة تقابله بوجه مختلف ولسان مختلف، وحده «المشلح» الذي لم يختلف، وكأنه يمتلك الكثير من «الوجوه»، يلبس لكل حال لبوسها، والكثير من «الألسن» يستخدم لكل مقام لسانا، ولا يخجل من نفسه قبل الناس!

• بعض أصحاب السعادة من المسؤولين تراه في «المكتب» مختلفا جدا عنه في «المحفل»، وهو شخص ثالث أمام صاحب سعادة أو معالي أكبر منه.. وهو شخص رابع في حضرة الأقارب والخلان.. أما أمام «الكاميرا» فهو أحد أبرع الممثلين!

• رأيت مسؤولا لا يقول «لا» في زياراته الميدانية، ولا يرفض طلبا لأحد حتى لو كان مخالفا للنظام، ويحل كل مشكلة وهو واقف، كلاميا، وكثيرا ما يلتفت إلى مساعديه – في حضرة طلب مواطن أمام الناس - ليقول لهم «هذه موافقتي، وأنجزوا معاملته».. تطير الابتسامة، لكنها لا تدوم طويلا حتى تسقف؛ لأن صاحب الطلب يكتشف حين يراجع إدارة سعادة المسؤول أن معاملته لم ولن تنجز.. يتردد على صاحب السعادة ويحاول تذكيره بموافقته ولا يجد إلا الوعود والمواعيد وكلمات التخدير.. لم يدرك ذاك المواطن أنه وطلبه استغلهما سعادة المسؤول لتلميع صورته أمام الناس ونسيهما قبل أن ينهي زيارته التفقدية!

• بعض المسؤولين الذين قفزوا فجأة إلى «كرسي» أكبر منهم، وتولوا مسؤولية ليسوا أهلا لها، لا يدركون أن حبل الكذب قصير، ورغم قصره إلا أنه سيشنق به احترام الناس لإداراتهم، وحتى لو غادروها ستبقى سمعتها سيئة لفترة من الزمن!

• كذب المسؤول مضر بـ»الصحة»، ويزداد ضرره إذا كان الكاذب مسؤولا عن «الصحة» في أي مكان!

• بعض المقربين من المسؤولين يمارسون الكذب أيضا، ولكن ليس حبا في الكذب، بل حبا في سعادة المسؤول وتقربا له، وسيرمون حبه في سلة المهملات حين يتم إعفاؤه حتى لو كان بناء على طلبه!

• أحيانا تشعر أن كمية المتلونين من البشر في حالة تزايد، حتى أضحى التلون «فنا»، لكن لا يتقنه إلا «المنافقون»!

• كثيرا ما نصف المتلون بأنه «حرباء»، لكن الوزير غازي القصيبي يرفض ذلك ويدافع عن الحرباء بأنها مخلوق ضعيف لم يمنحه الله من وسائل الدفاع عن النفس إلا القدرة على اكتساب ألوان البيئة التي تعيشها لتسلم من شر الحيوانات الشرسة.. ولأنها لا تغير لونها لتضلل أو لتخدع، ولا لتصل إلى وظيفة أعلى!

• ويقول القصيبي: قدرة البشر على الرياء والنفاق والتزلف والمخادعة تفوق قدرة أية حرباء في العالم.



fwz14@