عبدالله المزهر

النوم بين الواقع والمأمول!

سنابل موقوتة
سنابل موقوتة

الثلاثاء - 16 مايو 2017

Tue - 16 May 2017

من المؤكد أنه توجد فائدة واحدة على الأقل في الندوات والملتقيات والمؤتمرات، لكن المشكلة التي لم أستطع حلها هي أني لم أستطع حتى هذه اللحظة معرفة أي من تلك الفوائد.



وأظن أن السبب الرئيسي لمشكلتي هذه يعود في المقام الأول إلى قدرتي المحدودة على الاستيعاب وفهمي البطيء. حضرت عدة ملتقيات وندوات ومؤتمرات وخرجت منها مثلما دخلت خالي الوفاض والذهن، ومع أن أغلب تلك الفعاليات يبذل من أجل إعدادها والتنسيق لها الكثير من المال والجهد والوقت إلا أني في كل مرة أخرج بفائدة واحدة وهي أني لم أستفد أي شيء، ولا أظن أن الجهة التي نظمت تلك الفعالية قد استفادت هي الأخرى شيئا يذكر.



في كل مرة أحضر أجلس « تنحا» أستمع إلى الكثير من الكلمات المملة التي لا يهتم لها أحد، ثم تنتقل عدوى التثاؤب بين الحضور حتى تصل إلي، وحين أبدأ في مشاركة الآخرين حفلة التثاؤب الجماعية أبصر الجانب المشرق في الموضوع، وأتأكد يقينا أن هذه المؤتمرات والملتقيات هي العلاج الفعال والمجرب والأكيد لمشكلة الأرق.



ولذلك فقد قررت في آخر ملتقى حضرته أني حين أصبح غنيا فاحش الثراء – قريبا – فسأوظف عددا كافيا من الموظفين تكون مهمتهم أن يقيموا لي كل ليلة مؤتمرا أو ندوة تساعدني على النوم الهادئ والمريح. وحتى ذلك الحين فلعله من المناسب أن أقترح على الجهات التي ترغب في إقامة ندوات أو مؤتمرات أن تحسب التكلفة الإجمالية لتلك الفعالية ثم توزعها نقدا على الأشخاص الذين كانوا سيدعون لتلك الفعالية ليناموا في بيوتهم ويخرجوا من تلك الفعالية بفائدة حقيقية ملموسة، وستكون تلك أفضل توصية يخرج بها مؤتمر ما.



وعلى أي حال.. أقترح اقتراحا أخيرا في هذا الصدد، وهو أن تتبنى جهة ما الدعوة إلى عقد مؤتمر على نطاق واسع ويدعى له العديد من الشخصيات المؤثرة والفعالة في المجتمع ليتحدثوا عن أسباب عدم فائدة المؤتمرات، وبالطبع إن كانت جهة حكومية هي من سيتولى هذا الأمر فإنه لا داعي لاقتراح الاسم لأنه حتما سيكون «النوم في الملتقيات بين الواقع والمأمول».



agrni@