أحمد الهلالي

هل نحن مفلسون؟!

الثلاثاء - 16 مايو 2017

Tue - 16 May 2017

قبل أسبوع شاهدت فيلما أمريكيا يروي القصة الحقيقية لربان سفينة تجارية اقتحمها القراصنة الصوماليون، من البدء حتى انتهاء الحالة، وقبله بسنة أتذكر فيلما أجنبيا عن العملية الإرهابية التي استهدفت مركز المحيا بالرياض، ولم أشاهد وجها مألوفا من ممثلينا في ذلك الفيلم.



لا أدري من المستفيد من خنق الدراما السعودية، وإبقائها في مربع مسلسلات (خائبة) في رمضان لا تتجاوز أفكار المقالات الاجتماعية، أو مسلسلات تنطبق عليها العبارة الشعبية (مدري وش تبي)، أما الأفلام الوثائقية فإن وجدت فهي فقيرة تجتر مقابلات شخصية، لا مجهود فيها ولا إبداع ولا مفاجآت ولا دهشة، ما جعل الشباب ينتجون أفلاما وثائقية مدهشة عبر كاميرا الجوال، أتذكر منها مقطعا عن (الراية) الضخمة في ميدان طارق بن زياد بجدة، وآخر عن أسرار لا نعرفها عن المسجد الحرام، وليست ربما في بال إعلامنا الرسمي أو الخاص (الكسول).



نحن في أمس الحاجة أن نضع مجتمعنا والعالم في صورة إنجازات أبطالنا في القوات الأمنية، والقوات المسلحة، وأن نرى ونري العالم قدرات أبنائنا، فالنتيجة الأمنية التي نتباشر بها ونفرح ونحمد الله لا تؤثر عميقا، كما يؤثر عرض بداياتها وأسبابها وأهدافها والمحكات والمخاطر التي يتعرض لها رجال الأمن في تلك العمليات عالية الخطورة والدقة، والنهاية التي يفرح بها كل مواطن ومحب.



ونحن في أمس الحاجة كذلك أن نشاهد قصص أبنائنا المميزين علميا ورياضيا وتطوعيا واجتماعيا وغيرهم في أعمال درامية وهم يصارعون من أجل بلوغ أهدافهم، وكيف استطاعوا تحقيقها، فالدراما ليست قصصا اجتماعية محورها (ابنة مدير الشركة وثروة أبيها)، أو قصور وملابس وسيارات هوامير الصحراء، أو مسلسلات فايز وحسن الرمضانية وواي فاي التي باتت تسبب تلبكا في الذائقة، ولا تقدم جديدا، بل تجتر طاش ما طاش، وتعيد هاشتاقات تويتر في قوالب يظنون أنها (كوميدية)، أما اقتحام قناة (المجد) للدراما فلا أجد حديثا يفيد في ذلك.



ما أزال أصر على أهمية الدراما والسينما وصناعة الأفلام، وأرجو أن تتحقق مناشدتي بـ (سعوديود) التي كتبت عنها قبل سنوات، فمن الغريب أن يظل هذا الحقل التربوي الاجتماعي السياسي النافع داخليا وخارجيا مهملا، ونحن نتسمر أمام شاشات الآخرين ونعرف عنهم أكثر مما نعرف عن أنفسنا، فلسنا مفلسين، لكننا مهملون.



ahmad_helali@