الجنوب وتدحرج كرة الانقلاب الملتهبة باليمن التحالف يحبط مخططات إيران شمالا وجنوبا

الاثنين - 15 مايو 2017

Mon - 15 May 2017

يلف المشهد السياسي في جنوب اليمن حالة من الاحتقان المتزايد بعد إعلان تشكيل ما يسمى «بالمجلس الانتقالي الجنوبي» بزعامة محافظ عدن السابق اللواء عيدروس الزبيدي ونائبه هاني بن بريك وزير الدولة السابق أيضا.



ومثل تشكيل المجلس الانتقالي، المؤلف من 266 عضوا تبرأ معظمهم من العضوية، وقبله «إعلان عدن التاريخي» منعطفا سياسيا جديدا ودراما تسلسل انقلابي ناعم لا يقل خطورة عن انقلاب تحالف الحوثي وصالح بدعم وتمويل ومخطط إيراني.



وكشف قرار الرئيس عبدربه هادي بتعيين القيادي الجنوبي عبدالعزيز المفلحي محافظا لعدن خلفا للزبيدي، عن مخطط انقلابي جديد يحمل تداعيات خطيرة تتنافى مع المرجعيات الثلاث المتفق عليها محليا وإقليميا ودوليا، بل وخروجا عن مخرجات الحوار الوطني المتفق عليها مسبقا.



دور التحالف

ومارست دول التحالف العربي ضغوطا كبيرة على عدد من قيادات الجنوب وعلى رأسها رئيس المجلس الجنوبي ونائبه اللذان يزوران الرياض حاليا لاحتواء الأزمة، للقاء القيادة اليمنية لقبول انضواء المجلس الجنوبي تحت قيادة الشرعية بهدف وحدة الصف ولم الشمل لدعم الشرعية وإنهاء انقلاب الحوثي وصالح.



تدخلات إيران

ويرى مراقبون يمنيون أن نجاح التحالف بقيادة السعودية في تحرير المحافظات الجنوبية وعدد من المحافظات الشمالية، مثل ضربة موجعة لإيران ولجماعة الحوثي وقطع مساعيها للسيطرة على باب المندب وتهديد الملاحة الدولية، مما أزعج طهران وحلفاءها. وأشار المراقبون إلى أن إيران تسعى لنشر الفوضى بالمحافظات الجنوبية المحررة، واللعب على أوتار انقسام مكونات الحراك الجنوبي.



وأكد المراقبون أن المشهد السلبي بالمحافظات الجنوبية هو نتاج تراكمي لحالات الإقصاء والتهميش التي مارسها النظام السابق بحق أبناء الجنوب، وأن مسألة إحياء النعرات المناطقية وتشكيل مجلس سياسي جنوبي أو عسكري سيزيدان من تفاقم الأزمة ويخدمان الانقلابيين بصنعاء.



دعم الحوثيين

وكشف مصدر سياسي لـ «مكة» أن إيران استغلت حلفاءها الحوثيين في الشمال لتنفيذ خططها الأيديولوجية ونشر ثقافة قم بقوة السلاح للانقلاب على الشرعية.



وفي الضفة الأخرى استغلت حلفاءها بالجنوب ولجأت لدعم الفصائل الداعية للانفصال بزعامة نائب الرئيس السابق على سالم البيض وأتباعه، لاختراق صفوف الحراك الجنوبي السلمي وتكوين فصيل من قيادات تظهر دعمها للشرعية وتبطن غير ذلك.



كرة اللهب

ويرى السياسي الدكتور أحمد عتيق أن كرة اللهب الانقلابية تدحرجت من صعدة حتى وصلت عدن، وفي طريقها أفسدت كل جميل وتحاول أن تقضي على آمال اليمنيين، إلا أن الشرعية تنتصر في كل لحظة وهي تخرج كل انقلابي من مخبئه، سواء كان في الشمال أو الجنوب.



وأشار عتيق إلى أن الشرعية تجابه انقلابين كل منهما أخطر من الآخر والأجندة واحدة والراعي الإقليمي واحد، فإيران هي من دعمت الانقلاب في الشمال وهي من قامت بذات الفعل بالجنوب.