نبيل حاتم زارع

إعفاء الوزير.. رسالة قوية من ولي الأمر

الاحد - 14 مايو 2017

Sun - 14 May 2017

حينما أعلن التلفزيون السعودي عن حزمة الأوامر الملكية التي حملت الكثير من البشرى والسعادة مما أدى إلى أن ترفع الأيدي بالدعاء الخالص للوالد القائد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه والذي يؤكد دوما على حرصه على راحة الشعب وسعادة مواطنيه، وتقديره المعتاد لطبيعة المتغيرات الاجتماعية أمر بتقديم الاختبارات النهائية لمراحل التعليم المختلفة، ولم ينس حفظه الله أبناءه الجنود الأبطال الذين يقفون على الحدود ويشاركون في عاصفة الحزم وإعادة الأمل بأن منحهم مكافأة راتبين نظير جهودهم.

وإذا تابعنا الأوامر نجد أن إعفاء وزير الخدمة المدنية لم يكن مثل الإعفاءات الاعتيادية بل وضحت الأسباب التي أدت إلى الإعفاء وهي استخدام السلطة بشكل سيئ ولا يخفى على أحد بأنها رسالة قوية من ولي الأمر وواضحة بأنه لا تهاون مع من يتجاوز أو يخطئ بحق الوطن، وأن من يتولى المسؤولية ويكسب الثقة فهو وضع من أجل خدمة الوطن والشعب، وليس من أجل أن يخدم نفسه.

وأتذكر قبل عدة سنوات أن أحد المسؤولين كان يقول في اجتماع «ليس لدي استعداد بأن أضحي بمسؤول بدرجة عالية من أجل موظف صغير.. وهذه الجملة كانت عبارة عن ضوء أخضر لأي مسؤول أن يعيق أي موظف ويستغل نفوذه (ويخلق له مشكلة) لأنه ضمن بأن لا مجال للشكوى، خاصة أنه ضمن بأن المسؤول من نفس عائلته أو ينتمي له بأي صورة، إضافة إلى أنه يعد من (البطانة السيئة) لهذا لمسؤول، وفي نفس الوقت ينفذ كل أجنداته ورغباته بإبعاد من يريد، وتشويه صورة من يريد، وذلك المسؤول مجرد منفذ له، وهي فرصة له لتصفية أي موظف (حقدا وكراهية) لا يملك أي وسيلة للدفاع عن نفسه، لأنه يعرف مصيره ومصير شكواه، وأن النظام الذي سيطبق عليه هو (اخلق للموظف مشكلة)، خاصة أنه يكون حصل على الترقية لاعتبارات اجتماعية.

لذلك يعلم الموظف أنه لو طرق باب المسؤول الأكبر فلن يتجاوب معه، ولو أرسل له فلن يتحقق بالشكوى، فقد انتهى به الأمر بالاستسلام لأن «المسؤول» سيطر على «المسؤول» ويعلم أنه لن يضحى به من أجل موظف أقل، علما بأن خادم الحرمين الشريفين، حفظه الله، كرر في أكثر من مناسبة - ويعرض ذلك التلفزيون السعودي - (أبوابنا مفتوحة وآذاننا مفتوحة)، ومن أراد أن يقدم شكوى على أي شخص فبالإمكان إرسال شكواه هاتفيا أو خطيا، ولو كانت على أقرب الناس..

لذلك دوما نقول لأي مسؤول بأن ولي الأمر اختارك وعينك وأنت أديت القسم بأن تخلص لوطنك، وتهتم بمصلحة الوطن والمواطن، ولم تقسم على أن تتجاوز حدك وتسيء استخدام السلطة، ففي عهد الحزم يختلف الأمر.. أسأل الله العلي القدير أن يمتعك بالصحة والعافية وطول العمر يا سلمان الشهامة، وأن يجعلك ذخرا للإسلام والمسلمين وأن ينصرك دوما.