عبدالله المزهر

طائفية سد الحنك

سنابل موقوتة
سنابل موقوتة

الاحد - 14 مايو 2017

Sun - 14 May 2017

الطائفية بدعة حديثة لم تكن معروفة من قبل ـ بالنسبة لي على الأقل ـ، ولم أكن أتخيل سوى صورة عبدالله السفياني حين تصل كلمة «طائفي» إلى مسامعي، بحكم أنه الطائفي الوحيد الذي كنت أعرفه.



لكن الأمور تتغير كما تعلمون فأصبحت «الطائفية» الكلمة الأكثر تداولا، وصارت التهمة التي تمنع الكثير من الحديث بحرية في بعض الأمور، وأصبحت أعرف الكثير من أهل الطائف وأصبح السفياني عضوا في مجلس الشورى.



وأظنكم تعلمون أن الحديث هنا ليس عن الورد الطائفي ولا عن الشوك السفياني، لكنه عن فئة من الناس أصبحت تخشى الحديث عن أمور لا يجب السكوت عنها خوفا من الاتهام بالطائفية. وهي تهمة قد تخدش «بريستيج» بعض المثقفين وتجعلهم يبدون وكأنهم أشخاص عاديون.



وأظن أن تحاشي الحديث عن جرائم فئة من المجتمع بسبب مذهبهم ليس ابتعادا عن الطائفية بل هو الطائفية بعينها وشحمها ولحمها.



الأمر ليس معقدا كثيرا ولا يحتاج لسبورة وشرح طويل، أي جماعة تهدف إلى الإخلال بأمن الناس وترويعهم إما بالقتل أو الخطف أو التخريب هي جماعة إرهابية يجب أن تدان، سواء كانوا شيعة أم سنة أم يهودا أم وثنيين يعبدون عارضة مرمى كرة قدم.



وأظن أن بعض المثقفين الخجولين يجب أن ينظروا إلى ما يحدث في القطيف الجميلة على هذا النحو. وأن يشخصوا ويحللوا الأمر ويبحثوا في خفاياه بذات الطريقة التي يتعاملون بها مع ما يحدث في أماكن أخرى بأريحية يمنحها لهم اختلاف مذهب المجرم.



المجرمون القتلة في القطيف الوادعة الجميلة ليسوا مجاهدين، وليسوا ثوارا وليسوا أحرارا. وما يقال عن داعش يقال عنهم. هم مجموعة من القتلة الذين يدينون بالولاء المطلق الأعمى لمجرمين خارج الحدود، يؤمنون أن خراب الأرض هو الطريق الوحيد لجعلها تمتلئ عدلا وصلاحا، هذا هو الأمر ببساطة بغض النظر عن دينهم ومذهبهم وجنسهم.



وعلى أي حال..

التعاطف مع المجرم والتستر عليه بسبب مذهبه أمر لا يقل بشاعة عن الجريمة ذاتها، والذين يدفعون الثمن في آخر المطاف هم غالبا الذين يسكتون في وقت يكون الصمت فيه جريمة.



agrni@