خالد الفيصل من ملتقى مكة الثقافي: الفكر لا يواجه إلا بالفكر

الاحد - 14 مايو 2017

Sun - 14 May 2017

أكد مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة خالد الفيصل أن الفكر لا يواجه إلا بالفكر، وأن هذا هو سبب اختيار شعار "كيف نكون قدوة؟" في هذا الوقت.



وقال الفيصل عقب افتتاحه معرض ملتقى مكة الثقافي التشكيلي ومعرض الجهات المشاركة، إن هذه الندوة عن التساؤلات فلعلي أختصرها "بكيف ولماذا"، وسأبدأ بلماذا هذا الشعار والمشروع؟ لأنه امتداد لمشاريع وشعارات سابقة، فقد كانت البداية مع ثقافة الأمل والتفاؤل في مواجهة ثقافة الإحباط، ثم نحو العالم الأول، ثم احترام النظام، ثم منهج الاعتدال السعودي، واليوم نتحدث عن "كيف نكون قدوة".



وأضاف أن سبب اختيار شعار كيف نكون قدوة في هذا الوقت بالتحديد، لأن الفكر لا يواجه إلا بالفكر، وهذه البلاد تواجه حملة شرسة ضد الإسلام والمسلمين، وقد خص الله سبحانه هذه البلاد بوجود بيته العتيق فيها، وأن آخر الرسالات السماوية نزلت على آخر الرسل محمد بن عبدالله عليه الصلاة والسلام في هذه البقعة من الأرض، ومن هذه الأرض بدأ شعاع الإسلام يشرق على العالم أجمع، وامتد إلى كل مكان رغم الضغوط.



هجمة شرسة

وتابع "إن الهجمة الشرسة التي تمارس ضد المملكة إعلاميا وثقافيا واقتصاديا وفكريا وتقنيا كلها وجهت لتفشل التجربة العظيمة التي تبنتها هذه البلادة بقيادة الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن، طيب الله ثراه، ذلك التأسيس الذي بني على القرآن والسنة".



واستطرد الفيصل "لقد وحدت هذه البلاد على التوحيد، وقد وحد الملك عبدالعزيز القلوب قبل الأرض والشعوب، وكان رحمه الله ومن معه من رجال يسبحون ضد التيار، في وقت كانت فيه الدول والشعوب العربية ترزح تحت وطأة الاستعمار العسكري الذي فرض نفسه بالقوة، فقسمها وألغى اللغة العربية لغة القرآن، وفرض عليهم لغات أخرى، ولقد كان ذلك حال الشرق الأوسط والوطن العربي الكبير، إلا أن الحال في هذا البلد كان مختلفا، إذ كانت تسير على نهج إسلامي، وأكرم الله سبحانه تلك القيادة وهداها إلى أن تختار القرآن والسنة دستورا لها"، مضيفا "اتخذت هذه البلاد أيضا من كلمة التوحيد لا إله إلا الله محمد رسول الله راية لها، كما أنها أول دولة تضع العربية في اسمها، إن هذه السباحة ضد التيار لم ترق للبعض فبدأت المحاربة ليتخلى الإنسان السعودي عن مبادئه التي تحلى بها، فكان من الواجب على أهلها الذين شرفهم الله وأكرمهم بمجاورة البيت العتيق أن يتمسكوا بهذا النهج الذي أصبح شعارا لهذه الأمة، فانتصروا سياسيا واقتصاديا وثقافيا وفكريا".



وأشار إلى أن تلك النجاحات لم ترق للبعض، فجعلتهم يعمدون إلى النيل من الإسلام، وأن يجعلوا له تصويرا مختلفا عما هو عليه وللأسف الشديد خرج من بين جلدتنا أناس ساعدوا أعداء الإسلام فشوهوا صورة المسلمين وظلموا الإسلام بمنهجهم المتطرف والتكفيري والإرهابي الذي أساء للمسلمين أجمعين مثل القاعدة وداعش وغيرها من المنظمات والميليشيات، والأتباع الذين أيدوا تلك الحركات التي ظاهرها الإسلام وباطنها الكفر والابتعاد عما دعا إليه الإسلام من مبادئ حسنة، فكفروا وقتلوا المسلمين وأساؤوا لهذا الدين العظيم.



رحلة النصر

وقال أمير مكة لحضور الندوة: أصرت بلادكم قيادة وشعبا على المضي قدما في تحدي كل من أراد إفشال تجربتها، واستشهد بزيارة الرئيس روزفلت للوطن العربي حين لم يقابل من الزعماء إلا الملك عبدالعزيز، يرحمه الله، وذلك قبل أن تكون هذه البلاد من أكبر دول العالم المصدرة للنفط، بل كانت تلك الزيارة لأجل المجتمع وقيادته، واليوم رئيس الولايات المتحدة الأمريكية يستقر رأيه على أن تكون السعودية أولى محطات زياراته الخارجية ولقاء قائدها الملك سلمان بن عبدالعزيز، هذه رحلتكم رحلة النصر والقيادة والقدوة والتي جاءت نتيجة تمسككم بدينكم وتصميمكم على الحفاظ عليه وعلى مبادئكم وقيمكم دون أن ترضخوا للتهديد والوعيد.



وختم بالقول "اسمحوا لي أن أذكر عناصر القدوة في المجتمع، وهي الأب في منزله والمعلم في مدرسته والخطيب في مسجده والمسؤول في إدارته لو صلحوا صلح المجتمع".



وردا على بعض المقترحات أكد الأمير خالد الفيصل أن جميع الاقتراحات والمنجزات في ملتقى مكة الثقافي سيتم دراستها من قبل لجان متخصصة بنهاية الموسم وسيتم الاستفادة منها والتجاوب مع كل ما يمكن التجاوب معه.



العقل والفكر

إلى ذلك قال مستشار وزير الداخلية الدكتور ساعد العرابي خلال إدارة الجلسة التي انطلقت تحت عنوان "أسئلة القدوة" إن الإنسان بفكره وسلوكه صانع للحضارة أو مدمر لها يرتقي بنفسه وأمته إلى السمو والعلا".



وأضاف "نحن المسلمين أولى بهذه الصفات انطلاقا من عقيدتنا، ففي العقيدة أن العقل والفكر أساس الحركة، وأن الفعل والصدق والأمانة والإخلاص والوفاء والعطاء من قيمها الأساس، ومن هذا المنطلق أتت مبادرتكم "كيف نكون قدوة ؟" وهي من مبادرات الخير".



من جهته، أكد الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الدكتور عبدالرحمن السديس أن "ديننا الحنيف يحثنا في كتابه الكريم وسنة نبيه على القدوة في أكثر من موضع ومكان، ووضع لنا المنهج والطريق الذي نسلكه، فهناك حرب لم تعد خافية على أحد وتذكيها وسائل الإعلام، وهنا أضيف وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي التي ينبغي أن تكون قدوة في عملها".



ودعا إلى إصدار موسوعة تحمل كل مضامين القدوة وتتشارك فيها كل الجهات الحكومية والشرعية لتصدر بشكل كامل، وموضحة كل ما يتعلق بكيف نكون قدوة. مشيرا إلى أن بلادنا أنموذج مشرف للقدوة الحسنة وستتهادى سهام الأعداء على صخرة القدوة وأمام اللحمة الوطنية التي يعيشها بحمد الله هذا البلد.



ابتسامة وحزم

فيما أوضح مدير الأمن العام الفريق عثمان المحرج أنه ليس مثقفا ولا أديبا ليجاري المبدعين في الحديث، مبينا أنه رجل أمن شرفه الله ثم قيادته بأن يكون مديرا للأمن العام.



وأكد في خطابه الذي خص به رجال الأمن أهمية التعامل بالحسنى مع الناس في كل مكان حتى مع المخالفين، واستخدام الأسلوب الجيد والابتسامة في التعامل في كل أمر بما لا يتعارض مع الحسم والحزم الذي يتطلبه العمل الأمني، ويجب أن يكون رجل الأمن قدوة في مظهره وجوهره بالاستقامة في سلوكه، فلا يطلب الناس بالالتزام بالسلوك ويفعل عكسه.