راقي .. مبادرة تسعى إلى بناء الوطن من خلال الفرد

السبت - 13 مايو 2017

Sat - 13 May 2017

يعتقد البعض أن ارتقاء الأمم وتحقيق الدول للطفرة الشاملة وبلوغ مرحلة التفوق في مختلف القطاعات والمجالات يتم من خلال تبني مجموعة من البرامج والمشاريع التنموية والاقتصادية، إلا أن الحقيقة المثبتة علميا وعمليا وتاريخيا على خلاف ذلك، لا أحد ينكر أهمية تلك برامج ودورها الفعّال في تحقيق التنمية وخاصة على الجانب الاقتصادي، لكن في النهاية التنمية الحقيقية والنهضة الشاملة لا تتم إلا من خلال الارتقاء بالمستوى الفكري للفرد الذي يمثل نواة بناء المجتمع، الذي يشكل بدوره محور أي تنمية أو تقدم على مختلف الأصعدة.

إن أي محاولة تنمية اجتماعية لا تتخذ عقل الفرد ومستواه الفكري قاعدة أساسية لها سيكون الفشل مصيرها لا محالة، أما الوسيلة الثانية تتمثل في ضرورة إشعار الفرد بأهميته وتأثيره داخل مجتمعه، وتمكينه من المشاركة الفعالة في مناقشة العراقيل والصعوبات التي تواجه مجتمعه ووطنه والمشاركة في إيجاد الحلول وتنفيذها، لكن ذلك لا يمكن أن يتم إلا بعد تأهيله فكريا وسلوكيا لممارسة هذا الدور الحيوي.

يأتي هنا دور مبادرة #راقي والتي تهدف إلى علاج أكثر الأمراض الاجتماعية انتشارا، المتمثلة في افتقاد شريحة كبيرة للقدوة الحسنة التي يحتذى بها، واتساع الفجوة بين النشء والرواد، حيث تسعى المبادرة إلى إعادة النماذج الناجحة والرائدة في مختلف المجالات إلى دائرة الضوء من جديد، والعمل على تعريف المجتمع بسير النجاح والصدى الذي حققته وإسهام كل من تلك الشخصية - ولو بصورة غير مباشرة - في تنمية مجتمعه والارتقاء به، كذلك تهدف المبادرة إلى تعزيز ثقة الأفراد في أنفسهم، وتعريفهم بأن كل شخص يمتلك بداخله العديد من القوى الكامنة القادرة على إحداث تأثيرات كبيرة ونقلات نوعية في مسيرة أوطان كاملة.

كما أن الأخلاق هي جذور شجرة المجتمعات، كلما امتدت ازدادت المجتمعات رسوخا وترابطا فأورفت وأثمرت؛ لذلك تعنى مبادرة #راقي بتعزيز الجوانب السلوكية لدى الأفراد والارتقاء بمفاهيم القيم الحضارية لديهم، سعيا وراء زيادة ترابط الأفراد داخل المجتمع الواحد وتفعيل مبدأ المشاركة، إيمانا من أصحاب المبادرة بأن ذلك هو السبيل الوحيد نحو التغلب على الأمراض الاجتماعية والظواهر السلبية على اختلاف أنواعها وتعدد أشكالها.