أطباء نفسيون يعالجون مرضاهم بالأفلام

الجمعة - 12 مايو 2017

Fri - 12 May 2017

u0628u0648u0633u062au0631 u0627u0644u0641u064au0644u0645                     (IMDb)
بوستر الفيلم (IMDb)
الأفلام لديها القدرة على إثارة مشاعرنا، فيمكنها أن تجعلنا نجهش بالبكاء أو نطلق الضحكات، وقد تشع فينا الأمل، أو تبعث الإحساس باليأس، وهذا هو السبب وراء تسخير قوة هذه الوسيلة من جانب الأطباء النفسيين.



ويستخدم مارتن بولتروم، وهو طبيب نفسي في فيينا، السينما كوسيلة للعلاج مع 30 إلى 50 مريضا لمشاهدة فيلم، وهذا جزء إلزامي من علاجهم من الإدمان، وبعد ذلك يناقشون ما شاهدوه. ويقول بولتروم «السؤال ببساطة هو: كيف تغوص في أعماق النفس البشرية للمريض؟»، مضيفا «إذا تأثروا بالصور والموسيقى المذهلة لفيلم، فإن من الأسهل بالنسبة لهم أن يتحدثوا عن الأمور الشخصية».



ويستخدم بولتروم الأفلام الكوميدية والدرامية لعلاج المدمنين منذ عام 2009. وفي كل عام في معهد أنطون بروكوش في فيينا، أحد أكبر العيادات للعلاج من الإدمان في أوروبا، يخضع حوالي ألفي مريض للعلاج من مشاكل يتعلق معظمها بالمشروبات الكحولية والمخدرات وألعاب الفيديو. ويقول بولتروم إن استخدام الأفلام في العلاج وسيلة مناسبة للجميع، وإنه يستخدم تشكيلة كبيرة من الأفلام من «يوم فأر الأرض» إلى «الجمال الأمريكي». وإنه فضل لبعض الوقت قصص الحب، لأنه موضوع يهم الجميع، كما أن عددا من المدمنين يعانون من مشاكل في العلاقات مع الآخرين، بل إنهم انفصلوا عن شركائهم بسبب إدمانهم. مضيفا: إن مثل الفيلم الرومانسي «أكل وصلاة وحب» يشبع هذا النوع من الحاجة. وتدور قصة الفيلم الذي أنتج عام 2010 حول رحلة ليز جيلبرت لاكتشاف الذات، والتي تجسد شخصيتها جوليا روبرتس. ويقول بولتروم، الذي يجد مرضاه بسهولة، إن هناك تشابها بينهم وبين شخصية جيلبرت. يظهر الفيلم كيف يمكن أن يضل شخص ما طريقه في الحياة، ثم ما يلبث أن يعود إلى طريق الصواب مرة أخرى. بالنسبة للمدمنين يعد هذا موضوعا رئيسا. ويرغب بولتروم في أن يسأل مرضاه كيف يعتقدون أن جيلبرت يمكنها أن تغير نمط حياتها. وأضاف «إنهم يواجهون الواقع، ويطرحون السؤال نفسه عن حياتهم».



وباستثناء الطبيب النفسي بولتروم في المناطق الناطقة بالألمانية، هناك طبيب نفسي نمساوي آخر يستخدم الأفلام كوسيلة للعلاج، ومع ذلك فإن هذه الطريقة في العلاج أكثر شيوعا في الولايات المتحدة، حيث بدأ طبيب نفسي في بوسطن في وقت مبكر في 1912 يعرض أفلاما صامتة على مرضاه، ولكن العلاج قد يكون له أيضا آثار جانبية غير مرغوب فيها. ويقول بولتروم: كل شيء له آثار جانبية، موضحا أن هذا هو السبب وراء حذف المشاهد الوحشية من الأفلام التي يعرضها على المرضى.