التنوع ومصادر الدخل

الجمعة - 12 مايو 2017

Fri - 12 May 2017

إن تنويع مصادر الدخل بالنسبة للدول هو من أهم الاستراتيجيات التي تسعى لتنفيذها، وكذلك الحال للشركات الكبيرة أو حتى المتوسطة والصغيرة منها ولعلنا في المملكة العربية السعودية لكثرة تكرار جملة «تنويع مصادر الدخل»، أدركت الحكومة أهمية ذلك ووضعت التوصيات بضرورة تنوع مصادر الدخل في ظل عدم وجود الرؤية الشاملة وفي ظل عدم التنسيق والتكامل بين الجهات التنفيذية أيضا، ومن هنا يعتبر الفكر الريادي ركيزة أساسية لتنوع مصادر الدخل، وباعتباره منهجا وسلوكا للدولة ولقطاعاتها التنفيذية.

وحيث إن دعم وتبني واستحداث المنشآت الصغيرة والمتوسطة وتوفير البيئة الاستثمارية لها، وتسهيل الإجراءات والأنظمة المساعدة على نموها، وتقديم التسهيلات المالية كرؤية استراتيجية كانت أهم أهداف رؤية 2030، لذا وجب أن تعمل كل الأجهزة التنفيذية في الدولة على تبنيها والتنسيق فيما بينها لتذليل الصعاب التي تواجه أصحاب تلك المنشآت. وهذا مما لا شك فيه سيجعلنا عمليا نخطو خطوة كبيرة نحو تنوع مصادر الدخل في مؤسساتنا الحكومية والفردية على حد سواء.

فمن المشاريع الريادية التي تساهم بفعالية في تطوير التنمية الاقتصادية الشاملة، وتساهم في استحداث وظائف جديدة، وتعمل على الخفض من مستويات البطالة في المجتمع وتقليل الفجوات الاقتصادية وتنوع القاعدة الإنتاجية برنامج مسارات الذي صممه بنك التنمية الاجتماعية «البنك السعودي للتسليف والادخار سابقا» ليكون الذراع الداعم للشباب والشابات الذين لديهم رغبة وطموح لممارسة العمل الحر، وشق طريق النجاح بامتلاك مشاريعهم الخاصة.

وبرنامج كفالة لتمويل المنشآت الصغيرة والمتوسطة وهو برنامج تعاون بين وزارة المالية «ممثلة في صندوق التنمية الصناعي السعودي» والبنوك السعودية، ويهدف إلى التغلب على معوقات تمويل المنشآت الصغيرة والمتوسطة المجدية اقتصاديا، والتي لا تملك القدرة على تقديم الضمانات المطلوبة لجهات التمويل، ويغطي نسبة من مخاطر الجهة الممولة في حالة إخفاق النشاط المكفول في سداد التمويل أو جزء منه، وتشجيع البنوك على تمويل المنشآت الصغيرة والمتوسطة، حيث رفع البرنامج في 2011م نسبة الكفالة إلى 80% من قيمة التمويل للمنشآت الصغيرة والمتوسطة بنوعيها الناشئة والقائمة، وفي ذات العام رفع البرنامج الحد الأقصى للإيرادات السنوية للأنشطة المؤهلة لكفالة البرنامج من 20 إلى 30 مليون ريال، لذا ومن وجهة نظري الشخصية فإن الدولة قد وفرت كل ما تحتاجه المنظمات من عوامل النجاح وتنويع مصادر الدخل وما يتبقى من عمل هو دور الشركات والمؤسسات المتوسطة والصغيرة في النهوض بأنفسها بعد هذه السلسلة من المساعدات الجليلة من الدولة في تذليل العقبات، وعليها اتخاذ خطوات جدية لذلك.

ويرتكز أهم هذه الخطوات على استقطاب موارد بشرية مؤهله ومميزة تكون قادرة على اقتناص الفرص المميزة في بيئة الأعمال، وتطبيق الأسس والمفاهيم الإدارية العالمية في إدارة المؤسسات والشركات الناشئة، وهذا بالمناسبة ما يقدمه مركز الملك سلمان للشباب والذي هو مؤسسة خيرية «غير ربحية»، تعمل على دعم الشباب وتهدف إلى إلهام الشباب وتقديم الدعم لهم لبناء قيادات مهنية ورواد أعمال ناجحين، إضافة لخلق منصة لربط الشباب مع المسؤولين والمنظمات، ختاما يتبقى الأخذ بالأسباب المؤدية للنجاح والتوفيق أولا وأخيرا من الله سبحانه.