دخيل سليمان المحمدي

يا جبل ما يهزك ريح

الجمعة - 12 مايو 2017

Fri - 12 May 2017

عندما تشاهد ذلك الجبل الذي يقع على مشارف المدينة المنورة شامخا وحيدا دون ارتباطه بأي سلسلة جبال، تجده منفردا وحده كأضخم الجبال التي تطل على المدينة المنورة، ومن أشهر معالمها، والذي تفخر به، كيف لا وهو الذي سميت باسمه ثانية غزوات المسلمين لوقوعها عند حده الجنوبي.

ويقال إن لكل مسمى من اسمه نصيب الأسد، فعندما نتحدث عن النادي الذي سمي على اسم هذا الجبل العريق الشامخ نجد أنه فعلا يتسم بالشموخ والعراقة والقوة والرسو، حيث إن نادي أحد الجبلي، ثالث أقدم الأندية السعودية، تأسس عام 1358هـ.

النادي الذي بلغ قمة مستواه في الثمانينات والتسعينات الهجرية حيث تخرج في قلعة هذا الجبل الشامخ الكثير من اللاعبين الذين مثلوا منتخبنا الوطني خير تمثيل، وارتبط اسم نادي أحد برياضة كرة السلة، فقد حقق النادي بطولة الدوري الممتاز في كرة السلة 15 مرة، ونال كأس الاتحاد السعودي 14 مرة.

أما في كرة القدم فقد تخرج في مدرسة نادي أحد العريق عدد كبير من النجوم الذين سطعوا وتوهجوا في سماء الساحة الرياضية بإبداعاتهم، ومن أبرزهم (للمثال لا للحصر) اللاعب علي دقل والنكش والأخوان فؤاد وسمير ابنا عبدالشكور وعبدالله الفودة (العمة) وعبدالحليم عمر وحمزة إدريس وبندر الجارالله وحامد مشحن ومحمد خوجة، والكثير من نجوم الملاعب الذين قدموا الكثير لكرة القدم السعودية. ولا ننسى الحكم الدولي محمد عواد فودة اللاعب السابق في نادي أحد وأحد لاعبي الفريق الذهبي لكرة القدم في أواخر الثمانينات وأوائل التسعينات.

وبعد عمل دؤوب واجتهاد متواصل وكفاح الرجال ها هو نادينا العريق يعيد الآن أيام أمجاده بتقديم موسم رائع وتصدره ترتيب الدرجة الأولى من الجولة الثانية حتى الجولة السابعة والعشرين، ليثبت صموده الذي نتج عنه صعوده لدوري الأضواء للمرة التاسعة في تاريخه.

ويحق تقديم الشكر لكل من ساهم في صعود نادينا العريق الذي حارب جميع المعوقات، مواصلا الكفاح وإلجام أفواه نعقت بالصياح، ولجميع أعضاء مجلس إدارة النادي من أمناء وداعمين وأعضاء شرف ولاعبين، وعلى رأسهم صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان أمير منطقة المدينة المنورة على دعمه المادي والمعنوي المتواصل لمسيرة النادي وتهيئة السبل لتحقيق هذا الإنجاز.

فبإطلاق صافرة نهاية لقاء الطائي وإعلان صعود نادي أحد رسميا لدوري جميل بدأت مسؤولية العمل ومضاعفة الجهد استعدادا لدوري الأقوياء، لذا ومن هذا المنبر نطالب مكتب هيئة الرياضة بمنطقة المدينة المنورة بالإسراع في البدء بتجهيزات وترميمات أرضية ملعب استاد الأمير محمد بن عبدالعزيز، التي ظلت أكثر من ربع قرن وهي بحالتها الرثة والمخجلة، مما قد يسبب إصابات بالغة للاعبين. وأيضا نأمل من تجار ورجال طيبة الطيبة دعم هذا النادي العريق الذي يمثل مدينتنا في دوري الكبار.

نبارك لأهالي طيبة هذا الصعود، ونتمنى من الجميع الدعم من أجل البقاء والصمود. وشكر خاص لجمهورنا الوفي الذي كان بالموعد وزين المدرجات وشنف الآذان بأحلى الأهازيج، حيث أنشودة أهل المدينة التي ختموا بها لقاء الصعود عندما رددت مدرجات ملعب الأمير محمد بن عبدالعزيز بصوت واحد «طلع البدر علينا من ثنيات الوداع»، وكأنهم يرحبون بدوري جميل القادم.