فوضى القنوات الرمضانية

الخميس - 11 مايو 2017

Thu - 11 May 2017

أيام قلائل ويدخل علينا شهر رمضان المبارك ليضيء أرواحنا إيمانا، ويمنحنا راحة نفسية يتخللها شعور مطمئن، والتقرب من الله بطلب العفو والمغفرة، فهذا الشهر له خصائصه المختلفة لدى المسلمين في كافة مشارق الأرض ومغاربها، كيف لا وهو شهر به ليلة عظيمة خير من ألف شهر، ونزل في هذا الشهر الكريم القرآن الكريم على خير الأنام سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم. كثيرة هي خصائص رمضان لا تعد ولا تحصى، وهنيئا لمن احتسب قدومه وتهيأ لقيامه.

وكما تعلمون هناك من يستغل هذا الشهر الكريم من القنوات الفضائية لحشد مسلسلاتها وبرنامجها، ونشر سموم أفكارهم تحت مسميات مختلفة باسم الدراما العربية، واختاروا التوقيت غير المناسب لعرض إنتاجهم غير المرغوب في شهر أوله رحمة، ووسطه مغفرة، وآخره عتق من النار، تلك المسلسلات لها تأثيرها السلبي على الأطفال قبل الكبار لما فيها من مشاهد متعددة تحتوي على (العنف، والإغراء، والفكاهة) وتجعل الصائم يتهاون في أداء عبادته ويتكاسل عن أداء الفرائض، ويفوت على الكثير بأن هذه المسلسلات تم تسجيلها قبل شهر رمضان بعدة شهور، ولا نتعجب عند عرضها تجد من قاموا بأدوار تلك المسلسلات متفرغين لأداء واجب رمضان ويشغلون من اهتم بها ويكسبون ذنوبهم، تلك البرامج لمن لا يعلم يعاد عرضها بعد رمضان فلماذا الاهتمام بمشاهدتها وضياع فرصة شهر عظيم لا يتكرر إلا مرة في كل سنة إن كتب الله لكم العمر.

هذه السلبية ليست جديدة علينا، فقد أشبع موضوعها طرحا في وسائل الإعلام، وأشار إليها كبار العلماء والمشايخ وطلاب العلم، ولكن لا حياة لمن تنادي لمن غرتهم شهواتهم الدنيوية وأصابهم شغف المتابعة وتناسوا فضائل الشهر وإيجابياته، وقبل أن نلقي اللوم على المتلقي أتساءل أين دور اتحاد إعلاميي العرب ووزراء الإعلام في الحد من فوضى البرامج والمسلسلات الرمضانية؟ ووضع روزنامة وجدولة للبرامج في وقت غير رمضان!

ولكن يبدو أن تلك الإغراءات المالية المدفوعة بملايين الريالات من المنتجين والمنفذين لا يستطيع الإعلام العربي مقاومتها سواء في شهر رمضان أو غيره، وهذه المشكلة تقف عائقا في نشر الوعي الثقافي للمشاهد العربي الذي أصبح ضحية لهذا التدفق الهائل غير المقبول من الدراما العربية بكافة أشكالها وأنواعها.

ولم يتبق سوى دور الأسر في التوعية والإرشاد والتحذير من مخاطر المشاهدة وانعكاسها السلبي على العقول وتأثيرها على النفوس، وأخيرا نسأل المولى العلي القدير أن يبلغنا وإياكم شهر رمضان لا فاقدين ولا مفقودين.