أحمد صالح حلبي

أين انتخابات غرفة مكة؟

الخميس - 11 مايو 2017

Thu - 11 May 2017

لم نعد نعرف متى ستجرى انتخابات مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بمكة المكرمة، فمنذ أشهر مضت انتهت مسؤولية رئيس وأعضاء مجلس الإدارة، وتولى أمين عام الغرفة المكلف مسؤولية إدارة دفة الغرفة. وقبل أن نعرف موعد إجراء الانتخابات القادمة، أتوقف أمام بعض الأسماء التي طرحت قبل أشهر مضت، وقيل إنها مرشحة لخوض الانتخابات، فبين هذه الأسماء المتقدمة أسماء لأبناء بعض أعضاء مجلس إدارة الغرفة السابقين، وكأن الحال يقول إن غرفة مكة المكرمة ستبقى متوارثة لدى هذه الأسر ولا تخرج رئاسة أو عضوية مجلس الإدارة منها، حتى وإن حدد النظام دورتين للعضو!



وهذا ما يجعلنا نسأل لماذا تبقى عملية سيطرة بعض الأسر في مكة المكرمة على بعض المؤسسات والجمعيات والهيئات؟



فهل غدت هذه المؤسسات الخدمية ملكا خاصا لهذه الأسر يحظر على غيرهم دخولها؟



إن ما تحتاجه مؤسسات مكة المكرمة ليس وصول هذا أو ذاك لرئاسة أو عضوية مجلس الإدارة، لكنها بحاجة إلى مخلصين يعملون لخدمة مكة المكرمة فعلا لا قولا، دون النظر لمصالحهم الخاصة.



وقبل أن تبدأ انتخابات غرفة مكة ويعلن المرشحون رغبتهم ويبدؤون في التحرك لكسب الأصوات من خلال وعود يطلقونها دون تنفيذ ـ كما اعتدنا في انتخاباتنا ـ، فعليهم أن يكونوا صادقين مع أنفسهم أولا، فمن يملك القدرة والرغبة في العمل الجاد فعليه الترشح، ومن يسعى لكسب مصالح خاصة فعليه الابتعاد، ومن يدعي أن عضويته بمجلس إدارة الغرفة ستفقده الكثير من المصالح الخاصة، وأنه أتى خدمة لمكة المكرمة وأهلها، فهنا نقول إن مكة المكرمة ليست بحاجة لمن يمتن عليها، وإن كانت الغرفة ستعطل مصالحك فلماذا خضت انتخاباتها، أو سعيت حافي القدمين لدى هذا وذاك ليتم تعيينك.



ومن يرغب في خدمة الغرفة والمجتمع الاقتصادي فالأبواب مفتوحة أمامه، أما من يسعى للبحث عن البريق الإعلامي من خلال تعيينه مستشارا إعلاميا لنشر اسمه وصورته بالصحف يوميا، والسيطرة على مجلة الغرفة ليقال تارة إنه خبير اقتصادي، وتارة أخرى مستشار وغيرها من الألقاب، فعليه أن يبقى بمنزله، فمثل هؤلاء لا تتشرف الغرفة بهم ولا تتشرف مؤسسات مكة المكرمة بعضويتهم لها.



وما نرجوه أن يكون مجلس الإدارة القادم حريصا على خدمة المجتمع الاقتصادي، ويسعى للتنظيم الإداري الجيد، ويعمل على إيجاد حل لمعضلة الأمين العام، الذي يتوافق ومزاجية مجلس الإدارة، فقد عانت الغرفة منذ سنوات من عدم وجود أمين عام يتوافق ومجلس الإدارة منذ وفاة الأستاذ عبدالله تجار الشاي ـ رحمه الله ـ، وإعفاء الأستاذ ياسر أوان من الأمانة العامة، وتوالى على منصب الأمين العام أكثر من شخصية أكاديمية وعملية، لكننا لم نجد أيا منهم استمر في منصب الأمين العام، فهل يعقل أن جميع هؤلاء لم يكونوا على مستوى المسؤولية لتولي أمانة الغرفة؟ وكيف استطاعوا إثبات نجاحاتهم بالقطاعات الأخرى؟ إن أمام مرشحي غرفة مكة المكرمة اليوم مهمة قد لا تكون صعبة إن كانوا راغبين في العمل الجاد، وإن كانوا من باحثي المنصب والأضواء، فلا نقول سوى «صبر جميل والله المستعان».



[email protected]