آلاء لبني

إرهاب وتطرف يهودي!

الخميس - 11 مايو 2017

Thu - 11 May 2017

تصيبنا الأخبار بإحباط شديد، البعض يكف عن مشاهدتها حتى يريح عقله، وآخرون ينغمسون فيها، ينصح بعض مقدمي الإيجابية بالامتناع عن جرعة الحزن والضيق من الأخبار. أما ما أراه أن نمط الاستمتاع بالحياة لا يتقاطع مع مبدأ متابعة أهم القضايا، كما أن ارتباطنا بأوضاعنا يوفر الوعي الكامل بما يدور حولنا.

القضية الفلسطينية الحاضرة الغائبة بين انقسام البيت الفلسطيني وعدم توحيد الصف، وأمل عباس بإحياء السلام على يد ترمب، وثوران بعض الأراضي العربية بالحروب، وضعف الأحوال الاقتصادية في أخرى.

تغرق فلسطين وتغرق غزة بالظلام، وينتهك الأقصى ويُعمل ليل نهار على تهويد القدس وانتزاعها بالكامل من الفلسطينيين، القدس التي دعا ترمب خلال الانتخابات بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إليها! حاليا مدد ترمب تأجيل نقل السفارة إلى القدس ستة أشهر جديدة، وهذا ليس بغريب ولا جديد، فالكونجرس الأمريكي أقر منذ 1995 قانونا يعترف بالقدس عاصمة موحدة لإسرائيل غير قابلة للتقسيم، وملكا للشعب اليهودي، وعلى الإدارة الأمريكية نقل سفارتها إلى القدس في أجل أقصاه 1999. ولكن الرؤساء الأمريكيين يقومون بتأجيل النقل 6 أشهر على أقصى تقدير، لأسباب تتعلق بضمان الأمن القومي.

كم منا يتابع كل جديد يخص فلسطين؟ ماذا يعرف أولادنا عن فلسطين؟

نشرت مدار نيوز في 9/‏5/‏2017 (شرطة إسرائيل تقوم بتدريب استعراضي وحشي بكيفية قيام عناصرها بقتل الفلسطينيين المخربين).. الحضور أطفال بأعمار 11 سنة وأولياء أمورهم في إحدى الحدائق، مقطع الفيديو يظهر إطلاق النار على الرجل ورغم سقوطه استمر إطلاق النار، بهدف التأكد من الإجهاز عليه، ومن ثم تصفيق الطلاب؟!

لن نسمع من يقول إرهابا وتطرفا يهوديا؟! كما نسمع من كل أصقاع الأرض عن محاربة الإرهاب والتطرف الإسلامي.

هذا التدريب ما تطبقه إسرائيل على أرض الواقع قبل أيام ومتمثل بمقتل فاطمة حجيجي (16 عاما) في القدس بعشرين رصاصة، بتهمة الطعن مع عدم وجود أي سلاح معها! كما منعت الطواقم الطبية لإسعافها، واعتقلت شابا حاول مساعدتها! ليست الأولى وقبلها العديدات، استشهدت بعد أن أضربت خمسة أيام تضامنا مع إضراب الأسرى في سجون الاحتلال، مؤيدة لمطالبهم مستشعرة بأهميتها وقد جربت الأسر لفترة محدودة.

تلك المطالب الإنسانية لنيل الحد الأدنى من حقوق المعتقل: كتهيئة المعابر للاستخدام البشري وتقديم الوجبات، إعادة المطابخ لكافة السجون ووضعها تحت إشراف الأسرى، إطلاق سراح المرضى وذوي الاحتياجات الخاصة، تركيب تلفون عمومي للأسرى بهدف التواصل مع ذويهم، انتظام الزيارات وعدم تعطيلها، السماح للأسير بالتصوير مع أهله كل ثلاثة أشهر، إدخال الأطفال والأحفاد تحت سن 16 للزيارة، إدخال الكتب، الملابس والمواد الغذائية والأغراض الخاصة للأسير عند الزيارة، إنهاء سياسة الإهمال الطبي كالإسراع بالعمليات الجراحية، عدم تحميل تكلفة العلاج للأسير، تأمين معاملة إنسانية للأسير، إنهاء سياسة العزل الانفرادي، إنهاء سياسة الاعتقال الإداري، السماح للأسرى بتقديم امتحانات التوجيهي بشكل رسمي.. إلخ.

وبدل أن يلبي الاحتلال المطالب المشروعة يسعى نحو التهديد بالتغذية القسرية، وقد وافق الكنيست الإسرائيلي رسميا على مشروع التغذية القسرية للأسرى المضربين 2015، وهذا ما يخالف منظمة الصحة العالمية.

وهو أسلوب مهين لإدخال الأغذية عبر أنبوب بلاستيكي بجوف المعتقل المكبل عبر فتحة الأنف أو الحقن، لها مضاعفات صحية ونفسية قد تؤدي للوفاة.

وقد استشهد ثلاثة أسرى فلسطينيين في 1980خلال محاولة سلطات الاحتلال تغذيتهم قسرا مما تسبب لأحدهم في نزيف أدى لاستشهاده في حين استشهد الأسيران الآخرين نتيجة الاختناق.

الحشد الإعلامي ضد مطالب الأسرى تمارسه إسرائيل بالتكذيب لرمز الإضراب والفبركة، والغريب أن المطاعم تقف مع نتنياهو؟!

وكما نقلت BBC عربي (بيتزا هت في إسرائيل سخرت من الأسرى المضربين عن الطعام في إعلان على صفحتها في الفيس).. نشر فرع المطعم في إسرائيل على صفحته الرسمية في الفيس معلقا بسخرية على صورة للبرغوثي (إذا أردت أن تكسر الإضراب عن الطعام فلم لا تطلب بيتزا).

دعا كثيرون لمقاطعة بيتزا هت في وسائل التواصل، وبعد ساعات حذف التعليق، وقامت الشركة الرئيسية لبيتزا هت بنشر اعتذار على صفحاتها الرسمية على الفيس بوك. (إن بيتزا هت العالمية تعتذر عن أي ضرر تسبب فيه المنشور على صفحة بيتزاهت إسرائيل على فيسبوك، لقد كان تصرفا غير مناسب، ولا يعكس قمة اسمنا التجاري). ما الذي دعا بيتزا هت العالمية للاعتذار؟ أليس مصالحها الاقتصادية.

الحقوق والمطالب والوعي الكامل بالمصالح الاقتصادية وكيفية استثمار الأوراق المبعثرة لن يتم ما دام الانقسام والتشتت سيد المشهد السياسي الحالي.

Alalabani_1@

الأكثر قراءة

جميلة عادل فته

رجال الأمن.. رجال