عبدالله ثابت يشعل الجدل في احتفائية عبقر

الخميس - 11 مايو 2017

Thu - 11 May 2017

u062cu0627u0646u0628 u0645u0646 u0627u0644u0623u0645u0633u064au0629                                                      (u0645u0643u0629)
جانب من الأمسية (مكة)
احتفى منتدى عبقر الشعري في أمسية أدبية بالنادي الأدبي الثقافي بجدة أمس الأول بتجربة عبدالله ثابت الشعرية، والتي أقيمت وسط تظاهرة ثقافية بحضور لافت للمثقفين والأدباء ورواد المنتدى وعدد من الإعلاميين، فيما أدار الأمسية الناقد والروائي ماجد الجارد، والتي انطلقت على ثلاث جولات.



وقدم الجارد الأمسية بقراءة سيرة مقتضبة في مسيرة ثابت الأدبية والشعرية، ووصف الجارد مكونات الصورة الشعرية لدى ثابت بأنها أشعلت الضوء في عينيه، كونها تعطي صفة بشرية لجماد كقول ثابت «أمي شباك»، ومتحركة حينا كصورة الريح، العواء، المياه، اللون، الصوت، الرائحة، الطبيعة.



وعزا ثابت ذلك إلى مرحلة الطفولة والتكوين الأولى، بوصفها المحركات البكر، فقد مثلت الريح والأغنام والمزارع صداقاته الأولى، ورأى الجارد أن الصورة لدى ثابت مناورة وغير مباشرة، وتأتي ضمن العرض المصاحب للقصيدة، وتساءل هل الشعر محرم على الترجمة؟ وهل الترجمة تفسد النص؟ وعلق ثابت بأن الترجمة تعد خيانة للنص، ولكن هناك خيانات جميلة وتجارب للترجمة الشعرية أثرت في المتلقي بشكل كبير، وعدها ناجحة، ووصف ثابت الترجمة الجميلة بالتي تنقل روح النص وليست حرفيته.



وانطلق ثابت بقراءة نصوص عدة من كتاب «الوحشة»، تلاها بكتاب «ميال .. رجال بباب القبو»، وتساءل الجارد في ختام الجولة الأولى عن علاقة الأم الحاضرة في نص ثابت بالفن وكيفية وجود الأم كمصدر للألم والإبداع في النص، وعلق ثابت بأنه قد كتب مؤلفا كاملا عن أمه في الفترة اللاحقة لوفاتها 2007 إلا أنه لم يجرؤ على إصداره حتى الآن كونه يتوقع ظهور أمه فجأة من خلف شجرة أو جدار ما، وتابع ثابت بأن الأم محور إبداع الفن وجذر أسطوري، فقد سميت بالآلهة في ثقافات تاريخية، وأضاف، المرأة بشكل عام هي الأم، وهي رمز للعطاء كونها أختا أو زوجة، وهي التكوين الأول في وجودنا، ورأى أن فقد الأم في مراحل مبكرة قد يصيب بالهلع، وأمر من الصعب احتماله.



واستكمل ثابت الجولة الثانية بقراءة نصوص جديدة لم تنشر بعد استهلها بنص عن القرية امتلأ بمفردات محلية لمسميات الأشياء تحمل بعدها الثقافي والدلالي، وتداخل الجارد حول تنوع ثابت الكتابي بين الشعر والرواية والمقال، بحيث يسير ثابت بين خطي الرواية والشعر بشكل متواز، ففي شعر ثابت المشهد الأسطوري حاضر، إضافة لفضاءات القرية والوجود والمأزق الإنساني، وتساءل لماذا لم يسلط النقاد الضوء عليها وتركزت رؤيتهم حول روايته الإرهابي 20، ولماذا هذا التجاهل محليا للتجربة الشعرية رغم تكريم ثابت عالميا في أمريكا وبيروت شعريا، وأجاب ثابت بأنه يشتكي من ذلك رغم أن التجربة الشعرية في «الهتك والنوبات» سابقة للإرهابي 20، إلا أن الأخيرة قدمته للناس، وأنه يعاني من وطأة رواية الإرهابي 20 على بقية نتاجه الأدبي، وأضاف بأن الإعلام لا يعنى بالدواوين والشعر ولكن يعنى بالإرهاب والتفجير باستثناء حوار وحيد ركز على الفن والكتابة الشعرية مع الإعلامي أحمد على الزين في روافد، وأضاف بأن هناك أعمالا شعرية عظيمة، كأعمال سركون بولس التي طبعت في ألف نسخة منذ الثمانينات الميلادية ولم تنفد حتى الآن، بينما عدد من الأعمال الفارغة سوقت بشكل كبير، ورأى أن النقاد ابتعدوا عن دورهم بشكل ما.



وقرأ ثابت في الجولة الثالثة نصوصا من «CV حرام»، وفي ختام الجولات فتح باب المداخلات التي بدأها الدكتور يوسف العارف عارضا وصية الأمير خالد الفيصل إبان توليه إمارة المنطقة لمنسوبي وزارة التعليم بأن يتفقدوا مدارسهم، محذرا من المنهج الخفي، وقال اقرؤوا الإرهابي 20، وأضاف بأن ثابت لا يكتب حيث يكتب الآخرون، فقد عاش مرحلة الحداثة ولم يكن شاعرا حداثيا، بل تجاوز إلى مرحلة ما بعد الحداثة، فهو يبحث «عن مكان لم يؤمه أحد فيؤم الناس فيه».