عبدالله المزهر

أم الرئيس الفرنسي!

سنابل موقوتة
سنابل موقوتة

الأربعاء - 10 مايو 2017

Wed - 10 May 2017

وجدت أنه من واجبي المهني والأخلاقي أن أكتب عن الرئيس الفرنسي الجديد، فليس من المنطقي أن يمر حدث كهذا وأتجاهله وكأنه لم يكن. العالم كله كان ينتظر معرفة الرئيس الجديد وتحدثت عنه صحف وقنوات ثم أدع كل ذلك كله، أظن أن الأمر لا يستقيم معاشر الفاضلين والفاضلات.



بالطبع ـ وكما تعلمون ـ فالحديث لن يكون عن الانتخابات ـ نسأل الله السلامة ـ وبقية تلك الأمور المتعلقة بها والتي ينفر منها الإنسان السوي وترفضها الفطرة السوية لبني البشر.



ما يهم في القصة كلها هو أن نفهم كيف اختار السيد ماكرون زوجته السيدة بريجيت، أما الانتخابات والرئاسة واليمين واليسار فهذه أمور يمكن الحديث عنها وفهمها فيما بعد، أو عدم فهمها من الأساس لأنها معرفة لا تضر ولا تنفع.



وهذا توجه حسن ومفيد فلماذا ينشغل الناس بتوافه الأمور ويتركون كبارها، وكما فرحنا جميعا بفوز الرئيس الأمريكي الجديد ووجدنا في «إيفانكا» سببا مقنعا ووجيها يبرر فرحتنا، فإنه من حقنا أن نعترض ونمتعض على فوز الرئيس الفرنسي لأنه لم يشاورنا في الأمر حين قرر أن يتزوج، فنحن أم الرئيس الفرنسي.

وبعيدا عن الأخ ماكرون ـ أصلحه الله ـ فإن حب التدخل في شؤون الآخرين الخاصة يبدو غريزة بشرية، يمارسها البشر أفرادا وجماعات ودولا، لكنها تقل لدى أمم وتكون أسلوب حياة لدى أمم أخرى. وتختلف في التطبيق بين أمة وأخرى، فبعض الأمم تتولى الدولة مهمة حشر أنفها في شؤون الدول الأخرى، وفي أمم أخرى فإن الشعب هم من يقوم بذلك.



وعلى أي حال..

فإن من رحمة الله بعباده في هذه البقعة من العالم أن النقاب عادة منتشرة، ومع هذا فإن حالات الطلاق كثيرة جدا، وكثير من هذه الكثير سببه «اللقافة» والتطفل على حياة الآخرين، والرغبة التي لا تقاوم في معرفة تفاصيل حياتهم والتدخل فيها. وفي الغالب الأعم فإن الأم والأخوات هن من يختار الزوجة ـ أو ينتخبنها ـ وفي هذه الدائرة الانتخابية الضيقة تحدث هذه المشاكل بسبب التطفل والتدخل في حياة الزوجين، فماذا سيحدث لو أن وجه الزوجة وشكلها ولونها محل نقاش أصدقاء الاستراحة وزملاء العمل واقتراحاتهم.



@agrni