إسماعيل محمد التركستاني

القيادات الصحية والإعلام المحلي

الأربعاء - 10 مايو 2017

Wed - 10 May 2017

يندرج تحت هذا العنوان طرفان، الطرف الأول هو الطرف المقدم لتلك الخدمة الصحية، سواء كان حكوميا أو خاصا، والطرف الثاني يتمثل في الكاتب الإعلامي، سواء كان ذلك الكاتب في الإعلام المرئي أو الإعلام المكتوب (الورقي منه أو الالكتروني).

لا أحبذ في مقالي هذا، أن أصف تلك العلاقة التي تربط بين الطرفين أنها علاقة أقل ما يمكن القول عنها إنها علاقة تنجذب إلى السلبية أكثر منها إيجابية، لماذا؟ من حسن الحظ، أنني كنت من ضمن الحضور في ندوة أقيمت برحاب جامعة طيبة بالمدينة المنورة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام، وكان ذلك إبان تولي معالي أ.د. منصور النزهة لدفة قيادتها، وكانت تحمل عنوان: الأخطاء الطبية من منظور شرعي، وكان من ضمن الحضور معالي وزير الحج الأسبق د. بندر الحجار (وكان وقتها نائب رئيس مجلس الشورى) إلى جانب أنه كان هناك حضور من الوسط الإعلامي ومنهم د. عثمان الصيني (رئيس تحرير جريدة الوطن) والذي كان متحدثا في إحدى جلسات الندوة.

حقيقة كان النقاش وخاصة في نهاية كل جلسة علمية حامي الوطيس أو كما يصفه أحد المعلقين الرياضيين في إحدى القنوات الرياضية (نار نار) وذلك بين بعض الإعلاميين والمتحدثين من العاملين في الحقل الصحي (القيادات الصحية منهم)، وخاصة عندما يكون الموضوع متعلقا بالأخطاء الطبية وكيفية تعاطي الكتاب في الصحف المحلية لتلك الأخطاء. حيث أقل ما يمكن وصف تلك المناقشات أنه كان هناك تراشق في الاتهامات بين الطرفين، حيث إن بعض تلك التراشقات يعود سببها (كما ذكرها المنتسبون إلى القطاع الصحي) إلى عدم تجاوب بعض القيادات الصحية مع بعض المتطلبات الخاصة لبعض الإعلاميين، وذلك مثل عدم توفير غرفة خاصة لبعض أقرباء الإعلاميين، ويكون رد الإعلامي هو الترصد (بقلمه ومقاله) إلى أخطاء تلك المنشأة الصحية وعدم إظهار العديد من الجوانب الإيجابية في مختلف الخدمات الصحية المقدمة في المنشأة الصحية.

ولكن، يأتي هنا السؤال الهام والذي أود طرحه إعلاميا، كيف يمكن لنا أن نصحح العلاقة بين الطرفين المذكورين أعلاه في طرح القضايا المختلفة للخدمات الصحية (إعلاميا) وخاصة الرعاية الصحية المقدمة في مختلف المنشآت الصحية التابعة لوزارة الصحة؟ أو بصورة أخرى: كيف يمكن توظيف العلاقة بين القلم الإعلامي والخدمات الصحية المقدمة في تصحيح مسار الطرح الإعلامي لمختلف قضايا القطاع الصحي المحلي؟ ولإدراكي، لأهمية هذا الموضوع محليا، وذلك لأنه موضوع يحمل الكثير من الحساسية وكما هو الحال عالميا في الكثير من الدول المتقدمة في القطاع الصحي، لا بد، أن نعي، أن هناك الكثير من الفراغات في تلك العلاقة والتي قد تؤثر سلبا على نظرة المستفيد من مختلف تلك الخدمات الصحية المقدمة. وبناء عليه، جاء طرحي لهذا الموضوع.

باختصار.. إن التغير المستمر في عالم الخدمات الصحية قد يكون له من الإيجابيات الشيء الكثير، ولكن هناك أيضا من السلبيات ما تنتج عنها كوارث بشرية. نعم لا بد أن يدرك الطرفان (الصحي والإعلامي) بأن الطرح الإعلامي لعالم من الخدمات المتغيرة، أنه يحتاج إلى عمل متواصل، تحت مظلة من الاستراتيجيات الإعلامية الوضحة لكلا الطرفين، ولا ترتبط بعلاقة بين فردين قد تكون هناك فروقات كبيرة في توجههما.